حفيدة أول وزير تعليم في مصر: مشروعات على باشا مبارك باقية منذ 144 سنة
زينب مبارك: أنشأ مدرسة الفتيات.. وشيد دار الكتب ومدرسة العلوم
الكاتبة زينب مبارك حفيدة علي باشا مبارك
أصبحت مصر في زمن علي باشا مبارك قبلة الشرق كله، بعد اهتمامه بالتعليم وتطوير المهارات، صنع زخما في فترة توليه المسؤولية التي نجح فيها على أكمل وجه ليكرم بوضع تمثاله في مدخل وزارة التربية والتعليم، ليكون شاهدا على سنوات المجد لأبو التعليم المصري.
تحل اليوم الذكري 129 لرحيل علي باشا مبارك أول وزير تعليم في التاريخ المصري الحديث، والذي حقق الكثير من الإنجازات والمشروعات التي تم الاعتماد عليها في بناء المسيرة التعلمية المصرية.
«الوطن»، تحاور زينب مبارك، حفيدة علي باشا مبارك، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم بعدما رحل في 14 نوفمبر عام 1893، لتلقي الضوء عن أبرز إسهاماته في مجال التعليم، وجوانب إنسانية من حياته، وكيف كان يري التعليم وأهميته بالنسبة لمصر وأبنائها، فإلى نص الحوار:
اهتم بالتعليم وكان يراه وسيلة تقدم الأمم والشعوب
كيف كانت فترة تولى على باشا مبارك وزارة «المعارف»؟
- شغل منصب وزير المعارف عام 1878، ولكنه تركها وعاد إليها أكثر من مرة سواء بتغيير وزاري أو لأسباب أخرى، وفى كل مرة يعود فيها كان يستكمل الخطة التي بدأها، وحاول خلال تلك الفترة ترك بصمة تسهم في تطوير العملية التعليمية، سواء من خلال إنشاء دار الكتب، وسعيه لإنشاء «مدرسة العلوم»، أو إنشائه مدرسة للفتيات، وغيرها من الإسهامات في مجال التعليم.
ما أبرز إسهامات على باشا مبارك في التعليم؟
- كان يهتم كثيراً بالتعليم وكان يراه وسيلة تقدم الأمم والشعوب، وخلال توليه الوزارة كان له العديد من الإسهامات، أبرزها افتتاحه مدارس لتعليم الفتيات بعدما كان تعليمهن في تلك الفترة مقتصراً على الدراسة بالمنزل، لأن المدرسة تكون أفضل في التعلم، وهو أول من أقرّ أن يكون للطلاب وجبة غذائية يحصلون عليها في المدرسة.
موسوعته «الخطط التوفيقية» مرجع تاريخي وجغرافي
ما أبرز مؤلفات على باشا مبارك؟
- له العديد من المؤلفات المتميزة التي أثرى بها المكتبة العربية، ولكنى أعتقد أن من أبرزها موسوعة «الخطط التوفيقية»، التي تتألف من عشرين جزءاً قام بتقسيمها إلى ستة أجزاء للقاهرة، والجزء السابع لمدينة الإسكندرية والأجزاء الأخرى تتناول باقي المدن المصرية، ويُعد هذا الكتاب مرجعاً تاريخياً وجغرافياً للباحثين نظراً لتناوله المدن المصرية منذ العصور القديمة مع وصف لمساجدها وزواياها وكنائسها، وكنا نمتلك النسخة الأصلية المكتوبة بخط يد على باشا مبارك لكنها سُرقت.
كيف ترين الكتب التي تناولت مسيرته؟
- قرأت الكثير من الكتب التي تحدثت عن على باشا مبارك وتناولت سيرة حياته، لكن كل ما قرأته كان يتناول الجانب العملي من حياته، سواء بعثاته التعليمية، أو مؤلفاته، أو حتى توليه وتأسيسه وزارة التربية والتعليم، لكن لم يكن هناك تأريخ لحياته كإنسان وتربيته ونشأته وأبرز طباعه، وكل ذلك لم يتم التطرق إليه في المؤلفات التي تحدثت عنه.
ما هي أبرز سمات علي مبارك الشخصية؟
- في الحقيقة لا أعرف الكثير عن سماته الشخصية أو الإنسانية، ولكن ما عرفته من العائلة عن مسيرة وحياة الجد الأكبر للعائلة، أنه كان شديد التدين وملتزماً وصارماً في حياته، وكانت له سمات عبقرية، وكان يطلق على أسرته «عائلة المشايخ»، لأن بها عدد كبير من الشيوخ الذين كان لهم شأن كبير في تلك الفترة من تاريخ مصر، وكان محباً لعمله ويتقنه لأقصى درجة.
ما أبرز الصفات التي ورثتِها عن على باشا مبارك؟
- على باشا مبارك ترك أثره على العائلة بأكملها، ولكنني ورثت عنه الالتزام بالعمل، فلم يترك عملاً أو مهمة إلا بعد أن ينتهي منها على أكمل وجه، وكذلك أنا ووالدي، نهتم بعملنا وننفذه في أفضل صورة، وورثت عنه أنا ووالدي حب التعليم وإدراك أهميته بالنسبة لتقدم الشعوب ونهضتها، ونتمنى أن تستمر النهضة التعليمية التي بدأها وكان على ثقة أنها ستكون وسيلة لتقدم مصر.
كيف كانت حياته بعدما ترك منصب وزير المعارف؟
- بعدما ترك منصب وزير المعارف قرر أن يتوجه إلى مسقط رأسه في قرية «برنبال»، التابعة لمركز منية النصر حالياً بمحافظة الدقهلية، لإدارة أملاكه من الأراضي الزراعية.