هجوم "إيبدو" يحقق نبؤة أمريكا بالعمليات الإرهابية على أوروبا في 2015
قبل عدة أشهر من الهجوم المسلح الذي شهده مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، بالعاصمة باريس، صباح اليوم، وأسفر عنه 12 قتيلًا بينهم شرطيان، و4 من رسامي الكاريكاتير، حذَّرت العديد من وسائل الإعلام الأجنبية من هجمات إرهابية وشيكة الحدوث في أوروبا مع بداية عام 2015، خاصة بعد ما أعلنته الولايات المتحدة، أكتوبر الماضي، بأنها ترى احتمالاً متزايدًا لشن هجمات انتقامية تستهدف أعضاء التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش".
في الوقت الذي حذَّرت الولايات المتحدة وبريطانيا رعاياهما المسافرين إلى دول أوروبية، من بينها فرنسا وألمانيا، من احتمال وقوع هجمات إرهابية، قالت وزارة الداخلية الألمانية إنها لا تمتلك دليلًا "دامغًا" على إمكانية وقوع هجمات إرهابية وشيكة، غير أنها تجري تحقيقات بشكل مكثَّف جدًا، بعدما أصدرت السلطات الأمريكية والبريطانية تحذيرهما.
وأشار متحدث باسم الوزارة إلى أن المسؤولين يعيدون فحص جميع التدابير الأمنية على ضوء التحذير الأمريكي، "لكن لا داعي حاليًا لتعديل تقييمات التهديد الحالية".
وكان جان ميشل فيرونشيه، الخبير الاستراتيجي الفرنسي في شؤون الشرق الأوسط، في لقاء أجراه مع وكالة نوفوستي الروسية للأنباء، مطلع الأسبوع الحالي، حذر من أن تنظيم "داعش" الإرهابي يُعد لتنفيذ سلسلة من الهجمات الإرهابية التي تستهدف الدول الأوروبية خلال العام الجديد، مضيفًا أنه يتوقع أن يبادر التنظيم الإرهابي إلى إطلاق هذه الاعتداءات في موعد مبكر من عام 2015.
وفي حديثه، كشف فيرونشيه عن أدبيات يتداولها عناصر من "داعش" عن تحويل أوروبا إلى دار حرب، وهو ما يعني وفق المفهوم السائد لدى "داعش" شن سلسلة لا تنتهي من الغارات الصغيرة التي لا يمكن التنبؤ بمن يرتكبها أو تحديد الجهة المستهدفة منها، إلا أنه يرى أن الضواحي القريبة من المدن الكبرى في القارة الأوروبية يمكن أن تمثل الأهداف المحتملة لـ"داعش".