شاب يعرض «بدلة» خطوبته للإيجار بـ50 جنيها.. والحصيلة لصالح أطفال «57357»
محمود عبد الفضيل
خرج على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عارضًا «بدلة» خطوبته لأي شاب مقبل على الزواج وغير قادر على شراء واحدة مقابل أجر رمزي بسيط 50 جنيهًا لصالح مستشفى 57357، فكرة الشاب محمود عبد الفضيل لاقت قبولًا كبيرًا من قبل رواد موقع التواصل الاجتماعي، وانضم إليه العشرات كل واحد منهم يعرض ما لديه لصالح أطفال مستشفى علاج السرطان.
«ربنا دبرهالي وسهلها عليّ، قلت أفرّح غيري وأسهلها عليه»، بهذه الكلمات استهل الشاب العشريني حديثه لـ«الوطن»، موضحًا أنه قرّر التبرع بـ«بدلة» حفل خطبته، لصالح مستشفى 57357 لعلاج مرضى السرطان، لكل شاب مقبل على الزواج غير قادر على الشراء، مقابل تبرعه بمبلغ قيمته خمسين جنيها لصالح المرضى، ولاقت الفكرة قبولًا، مما دفع عدد من الشباب التبرع بملابسهم أو أجرهم تيمنًا بمحمود.
التبرع بـ«بدلة» الخطوبة
يقول الشاب البالغ من العمر 27 عامًا، «لم أجد أغلى من بدلة خطوبتي للقيام بذلك، كتبت منشور على فيس بوك وتفاجأت بالتفاعل الكبير».
مهن كثيرة عمل بها «عبد الفضيل» من أجل بناء نفسه، وتوفير الأموال اللازمة لخطبة الفتاة التي أحبها «سافرت اشتغل في دولة عربية وتدهورت أحوالي المادية لمدة عام طول فترة السفر، ولما رجعت اشتغلت في شركة توصيل ركاب خاصة بموتوسيكل اشتريته بالتقسيط، وكنت اعمل 12 ساعة يوميا، تعبي ما راحش هدر وبنيت نفسي من جديد في بلدي مصر، وخطبت البنت اللي بحبها، واتبرعت بأعز حاجة عليا البدلة».
يضيف الشاب العشريني «حصلت على بكالوريوس التجارة تخصص إدارة بنوك وأسواق مال، وكنت أعمل خلال دراستي، وبعد ذلك قررت السفر إلى دولة عربية للعمل بها، وتنقلت من عمل إلى آخر، ما بين الزراعة والمعمار والمطاعم وغيرها لمدة تخطت عام من الزمن، الظروف سيئة وكنت أحيانا بنام في الشارع».
الموتوسيكل وش السعد
الظروف الصعبة التي واجهها الشاب العشريني في الخارج، جعلته يقرر العودة إلى مصر، وشراء دراجة نارية «موتوسيكل» بالتقسيط، وجمع بين عمله كمساعد صيدلي وخدمة التوصيل بمركبته الخاصة تبع شركة توصيل، معلقا: «المكنة كانت وش السعد عليا، وربنا فتحها من وسع وعوضني عن تعب أيام وشهور»، إذ ظل يواصل عمله وكانت تصل ساعات العمل 12 ساعة، واستطاع توفير نفقات خطبة فتاة أحلامه.
يعبر الشاب عن سعادته لتوفيق الله له وتيسير أموره، لافتًا إلى أنه بدأ من الصفر وحقق ذاته وحقق رغبته في الخطوبة متمنيا اكتمال الخطوة بالتوفيق، موضحًا أنه بسبب ضيقه وأزمته التي عاشها، قرر مساعدة غيره في أزمته بما يستطيع، واختار رمز سعادته للتبرع به «البدلة» لأي شاب يطلبها وغير قادر على الشراء، «حبيت اتبرع لمرضى السرطان بقدر استطاعتي، وقلت اللي ياخد البدلة يتبرع بخمسين جنيه لمستشفى 57357، لأنهم يوجعوا القلب»، حسب قوله.
مبادرة محمود فتحة خير
وكانت المفاجأة الكبيرة بالنسبة لمحمود عبد الفضيل «فتحة خير»، دعوات الكثيرين من الأشخاص له بطيّب الدعاء تكريمًا له ولوالديه، عندما نشر صورته الخاصة حاملا بدلة حفل خطبته، معربا عن رغبته في مساعدة الشباب غير القادر على شراء بدلة، وأكد «عبد الفضيل» أنه تلقى طلبات من الشباب للتبرع بملابسهم لصالح الراغبين على أن يتوسط بتوصيلها، فضلًا عن عروض من خبراء تجميل ومصورين وأصحاب أعمال متنوعة لتقديم عروض بالمجان لغير القادرين.