عاصفة الخوف تجتاح «أوروبا وأمريكا»
رفعت الولايات المتحدة والدول الأوروبية استعداداتها الأمنية، أمس، بعد الهجوم الذى تعرض له مقر مجلة «شارلى إيبدو» الفرنسية الساخرة، الذى أسفر عن مقتل 12، بينهم رئيس تحرير المجلة وعدد من أعضاء هيئة تحريرها، إضافة إلى إصابة 11 آخرين. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن أن دولاً أوروبية عديدة عقدت اجتماعات استخباراتية لمناقشة الأوضاع الأمنية، وعززت قوات الأمن الدنماركية إجراءاتها الأمنية أمام مقر صحيفة «لو دانوا» الدنماركية، التى كانت نشرت رسوماً مسيئة للرسول فى وقت سابق. وأعلنت الشرطة الدنماركية عن أن تعزيزاتها الأمنية المشددة تأتى فى أعقاب الهجوم الدموى الذى وقع على مقر المجلة الفرنسية، خوفاً من تكرار مثل هذا الاعتداء فى دول أوروبية أخرى.
وأعلنت الشرطة الإسبانية، أمس، حالة الطوارئ القصوى بعد الهجوم على مقر «شارلى إيبدو»، ورفعت «مدريد» درجة الإنذار إلى مكافحة الإرهاب، بعد أن أعلنت الحكومة الإسبانية أنه جرى تبادل للمعلومات مع «باريس»، وأنه بناء على تلك المعلومات، أجلى نحو 300 شخص من مبنى صحيفة «إل باييس» الإسبانية مساء أمس الأول، بعد الاشتباه فى طرد ثبت لاحقاً عدم خطورته، فيما شددت الشرطة السويدية تعزيزاتها الأمنية وإجراءاتها المشددة لحماية الرسام السويدى لارس فيليكس، الذى كان نشر رسوماً مسيئة هو الآخر عام 2007.
وعززت ألمانيا إجراءاتها الأمنية وحراستها المشددة حول فنانين أثاروا الجدل سابقاً برسومات مسيئة للإسلام، فيما عقدت إيطاليا وبلجيكا اجتماعات استخباراتية قررت فيها الإبقاء على درجة التأهب الحالية، مع تعزيز الإجراءات الأمنية حول بعض الأهداف المعينة، فيما قالت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية «إن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون تلقى تقريراً استخباراتياً ملخصاً حول الأوضاع الأمنية فى بريطانيا، وقرر الإبقاء على الاستعدادات الأمنية على حالها».
وفى الولايات المتحدة، شددت قوات الشرطة إجراءاتها الأمنية فى «نيويورك» فى أعقاب الهجوم الذى وقع فى فرنسا. وقالت الشرطة الأمريكية فى بيان أصدرته أمس، إن لديها قدرات متقدمة لمكافحة الإرهاب، مؤكدة أنها نشرت قوات أمنية إضافية فى المواقع المهمة والحيوية.
وقال رئيس وحدة مكافحة الإرهاب فى شرطة «نيويورك» جون ميلر، إن مدينة نيويورك لا تواجه أى تهديدات مرتبطة بالهجوم الذى وقع فى باريس.. وأضاف: «لكن العناصر التى استهدفت مقر المجلة الفرنسية ليسوا هواة بل لديهم خطة محكمة ويعرفون هدفهم جيداً، كما أنهم على درجة عالية من التسليح». وأشار إلى مواصلة مراقبة الوضع فى العاصمة الفرنسية عن كثب. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إنه تم تشديد الإجراءات الأمنية فى «نيويورك» فى محطة قطارات «جراند سنترال» ومناطق حيوية أخرى.
وفى إطار ردود الفعل على المستوى الدولى، شهدت العواصم الأوروبية و«واشنطن» مظاهرات حاشدة احتجاجاً على الهجوم الذى تعرضت له «شارلى إيبدو»، حيث شهدت مدينتا «واشنطن ونيويورك» مظاهرات احتجاجية للتضامن مع «شارلى إيبدو»، ورفع المتظاهرون لافتات «أنا شارلى» باللغات الإنجليزية، والعربية، والفرنسية، إضافة إلى لافتات «نحن لا نخاف»، ورفع البعض أقلاماً للتعبير عن تضامنهم مع حرية الصحافة. وانضمت مديرة صندوق النقد الدولى كريستين لاجارد، إلى المتظاهرين فى «واشنطن» تضامناً مع ضحايا الحادث. وتجمع مئات المتظاهرين فى العاصمة الألمانية «برلين» أمام السفارة الفرنسية، تضامناً مع الضحايا وأسرهم، فيما شهدت «لندن» و«بروكسل» مظاهرات مشابهة.