صحف العالم تتحد: لا تراجع عن «معركة الحضارات»
خرجت الصحف الفرنسية والأوروبية، أمس، لتعكس حجم الصدمة التى تسبب فيها الهجوم على مجلة «شارلى إيبدو» الفرنسية الساخرة، مؤكدة أن الهجوم «وحشى» ويعد «حرباً ضد الحرية»، و«ابتزازاً مقززاً». واتشحت بعض الصحف الفرنسية بالسواد، حداداً على ضحايا الاعتداء بعد أقل من يوم من إعلان الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند الحداد الوطنى على ضحايا الهجوم.
فى فرنسا، اتشحت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية بالسواد تحت عنوان «كلنا شارلى»، فيما قالت صحيفة «لو فيجارو» إن «الحرية قُتلت»، ونشرت صوراً لـ6 من ضحايا الهجوم، فيما كتب رئيس تحرير الصحيفة مقالاً تحت عنوان «الحرب»، حذر فيه من «حرب حقيقية لا يشنها قتلة فى الظل، بل سفاحون يتحركون بمنهجية وتنظيم ويظهرون عن وحشية هادئة تثير الرعب». ودعت صحيفة «ليزيكو» إلى مواجهة «الوحشية»، ونشرت افتتاحيتها تحت عنوان «حقيرون ملثمون أعلنوا الحرب على فرنسا.. على ديمقراطيتنا وعلى قيمنا».
وفى بلجيكا، تضامنت صحيفة «ليكو» الاقتصادية مع ضحايا الهجوم، تحت عنوان «كلنا شارلى» على خلفية سوداء فى صدر صحفتها الأولى ونقلت 17 من أشهر الصفحات الأولى لـ«شارلى إيبدو»، فيما صدرت توأمها الناطقة بالهولندية «دى تيد» بصفحة أولى سوداء بالكامل تقريباً وعليها بالخط الأبيض عبارة «أنا شارلى». وقالت صحيفة «لا ليبر بلجيك» فى افتتاحيتها «إن الهجوم هو من حيث وقعه وعنفه بأهمية الهجوم الذى ضرب نيويورك فى 11 سبتمبر 2001»، مضيفة: «غداً.. أو بعد ثمانية أيام.. أو حتى بعد شهر، سيضرب إرهابيون آخرون. باسم إله، أو نبى يشوهون رسالته». وفى بريطانيا، قالت صحيفة «ديلى ميل» إن الهجوم هو «حرب على الحرية»، فيما قالت صحيفة «تايمز» إن الهجوم يعد بمثابة حرب على حرية التعبير، فيما وصفت صحيفة «جارديان» الهجوم بـ«انقضاض على الديمقراطية والقيم والحريات». وأشارت «جارديان» فى افتتاحيتها إلى أن صحفيى «شارلى إيبدو» الذين سخروا على الدوام من المسيحية «لم يروا يوماً أى مبرر خاص لإظهار المزيد من الاعتبار لباقى الأديان». وشددت صحيفة «فايننشيال تايمز» على ضرورة تمكين الصحفيين من التعبير عن رأيهم مهما كانت المحاذير. وفى ألمانيا، قالت صحيفة «فرانكفورتر تسايتونج» الألمانية المحافظة «إن الهجوم على صحافيى شارلى إيبدو يستهدف قلب الديمقراطية، ويستهدف حرية الصحافة»، مؤكدة أنه فى التصدى للإرهاب «يجب عدم التراجع»، مشيرة إلى أنها معركة حضارات بشكل أو بآخر.