«مايكل» يعيد إحياء فن «الأوتوماتا» في مصر: بحول الخشب لمجسمات متحركة
مايكل هنري يعيد فن الأوتوماتا
استفاد كثيرا من فترة الحجر الصحي، الذي فرضه انتشار فيروس كورونا في عام 2019، فقرر الكثير من الأشخاص، حول العالم استغلال هذا الوقت الذي يقضيه في المنزل في تعلم شيئا جديدا أو تنميه مجال دراسته وعمله، ومنهم من مارس هواياته التي منعها روتين العمل اليومي، والتزامات الحياه، وضيق الوقت، من بينهم، «مايكل هنري»، 37 عاما، الذي تخرج في كلية التجارة.
«بقالي حوالي 16 سنة بشتغل مبرمج من قبل ما أتخرج، وليا مكتبي الخاص، و لما جت فترة الحجر الصحي بدأت أدور علي هواياتي القديمة وأنا طفل» بهذه الكلمات بدء «مايكل هنري» حديثه لـ«الوطن»، راويا قصته مع فن «الأوتوماتا».
حب اكتشاف مبكر للأشياء
كان «مايكل»، منذ طفولته لديه حب الاكتشاف، وشغف دائم بمعرفة ما بداخل ألعابه، وما الذي يجعلها تتحرك كأقرانه في هذا السن، ولكنه نسى تلك الهواية لتسقط من ذاكرته، بسبب انشغاله الدائم بالدراسة والعمل، وخوض تجارب جديدة كتعلم البرمجة منذ المرحلة الإعدادية في أوائل التسعينات: «والدي كان لديه نظرة مستقبلية للتكنولوجيا، واشترى لنا كمبيوتر في1993، في الوقت دة ماكنش الأغلبية يعرف يعني إيه كمبيوتر».
بداية التحديات أمام «مايكل»
«القصة بدأت مع بداية الحجر الصحي بسبب انتشار كورونا، الفترة دي أتاحت ليا افتكر هواياتي القديمة، فتشديت للنحت، وبدأت بالفعل أتفرج على فيديوهات لتعليم النحت على النت»، قالها «مايكل»، متحدثا عن كيفية اتجاهه لفن نحت القطع الخشبية ليحولها لأشكال فنية.
عقبة كبيرة واجهت الشاب الثلاثيني، وهي عدم توافر الأدوات اللازمة للنحت، كسكينة نحت ذات مواصفات خاصة بحث عنها كثيرا إلى أن توصل لأحد الأشخاص الذين يعملون في صناعة الأسلحة المعدنية وأدوات النحت ليطلب منه صناعة واحدة بالموصفات التي شاهدها في فيديوهات تعليم النحت، ونالت إعجاب الرواد الأجانب عبر التواصل الاجتماعي.
متعة رحلة تعلم «الأوتوماتا»
بدأ «مايكل» التفكير في تطوير فنه حيث أراد أن يضيف الحركة البسيطة على أشكال التي نحتها، فبحث عن غرضه على الإنترنت ليكتشف نوع من الفنون يتوافق مع تفكيره يسمى بـ«الأوتوماتا»، ليخوض «متعة رحلة التعلم»، إلى أن استطاع تحريك أحد الأشكال التي نحتها من الكرتون.
معلومات عن فن الأوتوماتا
فن الأوتوماتا بحسب «مايكل»، هو تحريك المجسمات منذ العصور القديمة، وله أصل فرعوني، حيث كان هناك عالم فيزيائي ورياضيات يسمى «هيرون السكندري» وهو من الأوائل الذي استخدم علم الفيزياء في صناعة الآلات الموسيقية، لأن الهواء كان يدخل من اتجاه معين في الآله يحرك أجزائها لتصدر أنغامها الموسيقية، ولكن هذا الفن انتشر في أوروبا بعد ذلك، لكنه اختفى من مصر، وكاد أن يندثر.
وأوضح «مايكل»، أنه بأ عن طريق ورشته التي أسسها بعد أن نجح في إتقان النحت بالكرتون والخشب والمعدن، وتحركهم بفن الأوتوماتا، أن ينظم محاضرات لشرح وتعليم هذا الفن وكل ما يتعلق به، ليعيد إحياء هذا الفن القديم مرة أخرى في بلده الأصلي.