مساعد وزير الخارجية الأسبق: السيسي يؤكد أهمية إقامة نظام اقتصادي عادل يساعد في القضاء على الفقر
السفير محمد حجازي
أكد السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية السابق، أن أفريقيا هى الرابحة من القمة الأفريقية الأمريكية، فى ظل اتجاه لبناء نظام دولى أكثر عدالة، وعلاقات جديدة تنشدها أفريقيا مع الشركاء الدوليين، مشيراً إلى أن أفريقيا باتت تتعامل بندية مع كل الأطراف الدولية، وعلى واشنطن بناء علاقات قائمة على المصالح المتبادلة وعدم التدخل فى الشأن الداخلى.
السفير محمد حجازي: أفريقيا باتت تتعامل بندية مع كل الأطراف الدولية.. وعلى واشنطن بناء علاقات قائمة على المصالح المتبادلة
وأكد «حجازى» أن مصر تتحدث فى القمة باسم دول العالم الثالث وأفريقيا ومصالحها، و«السيسى» يؤكد أهمية إقامة نظام اقتصادى عادل يساعد الدول الأفريقية فى القضاء على الفقر.
هل تنجح القمة الأفريقية الأمريكية فى الدفع باتجاه حل مشاكل القارة السمراء، اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، مستفيدة بالعلاقات مع الولايات المتحدة؟
- أفريقيا هى الرابحة من القمة الأفريقية الأمريكية الثانية فى واشنطن، فى ظل اتجاه لبناء نظام دولى أكثر عدالة، وعلاقات جديدة تنشدها أفريقيا مع الشركاء الدوليين، علماً بأن هذه القمة تنعقد فى ظل أجواء دولية مضطربة وفى إطار من الاستقطاب الدولى والضغوط الواقعة على البلدان الأفريقية، فى الوقت الذى تبحث فيه واشنطن عن شراكة جديدة تعزز بها علاقاتها مع القارة الأفريقية، فمنذ انعقاد القمة الأفريقية الأمريكية الأولى عام 2014، تتابع الإدارة الديمقراطية للرئيس بايدن صلاتها بالقارة التى تعد أحد أهم الأسواق البازغة، والاقتصاد الأكثر نمواً وبشكل متسارع، حيث تمتلك القارة قدرة بشرية تصل لنحو مليار ونصف ستضمهم منطقة تجارة حرة اقتصادية ستكون الأكبر على المستوى العالمى، فى ظل قدرة بشرية شابة وموارد أولية تؤهل أفريقيا لتكون شريكاً مستقبلياً لكل القوى الكبرى المتنافسة على تثبيت أقدامها على الساحة الأفريقية، وعلى رأسها الصين والولايات المتحدة وروسيا، وأوروبا.
ولعل إدراك واشنطن للحاجة التنموية للبلدان الأفريقية يعبر عن إدراكها أن وعودها السابقة وعدم تواصلها بالشكل المناسب مع القارة هو ما أتاح للصين تثبيت أقدامها وبناء علاقات استراتيجية واعدة مع القارة، لتصل بحجم التجارة لنحو 350 مليار دولار فى مقابل 60 ملياراً للولايات المتحدة مع القارة الأفريقية، ما يجعل واشنطن هذه المرة تسعى لتقديم دعم تنموى فى حدود 55 مليار دولار خلال 3 سنوات وتجديد اتفاقية التجارة والتنمية، التى ستنتهى عام 2025 والتى تخص فيها واشنطن أفريقيا جنوب الصحراء بدخول أسواقها بدون رسوم جمركية، وبالتالى تسعى واشنطن كذلك لمنح أفريقيا، من خلال الاتحاد الأفريقى، عضوية دائمة فى مجموعة العشرين. وتسعى الدول الأفريقية من جانبها لإسماع صوتها للولايات المتحدة، والتأكيد على أن الشراكة تقوم على المصالح المتبادلة والاحترام وعدم التدخل فى الشأن الداخلى ودعم خطط التنمية الأفريقية دون إملاءات.
أفريقيا هي الرابحة من القمة في ظل اتجاه لبناء نظام دولي أكثر عدالة
ما الصيغة المثلى للتوفيق بين الحاجة لتعاون الدول الأفريقية مع الولايات المتحدة، ومع كل من الصين وروسيا فى نفس الوقت؟
- من الضرورى التأكيد على أن أفريقيا تسعى لبناء شراكات حقيقية مع كل الأطراف، سواء كانت تتحدث مع الصين أو مع أوروبا أو الولايات المتحدة أو روسيا، والولايات المتحدة وغيرها من القوى باتت تدرج أهمية أفريقيا كسوق واعدة وكقوى بشرية شابة، وموارد أولية لا يمكن الاستغناء عنها.
ما الدور المتوقع أن تلعبه مشاركة مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى فى هذه القمة؟
- بالنسبة لمشاركة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى والمشاركة المصرية فحديث مصر يأتى باسم دول العالم الثالث وأفريقيا والدفاع عن مصالحها، ويؤكد أهمية إقامة نظام دولى اقتصادى عادل ودور لمؤسسات التمويل الدولية لا يسعى لفرض الإرادات ولكن يسعى لمساعدة الدول الأفريقية على مواجهة أعبائها، والقضاء على الفقر وإدماجها فى اتخاذ القرار على المستوى الدولى من خلال دمجها فى المؤسسات الأكثر تأثيراً على المستوى الدولى، كما دعت الإدارة لضم أفريقيا لمجموعة العشرين للدول الصناعية الكبرى، ممثلة فى الاتحاد الأفريقى، وكذلك مساعى القارة التى لم تحسم بعد بشأن الانضمام لعضوية مجلس الأمن الدولى، ويضاف إلى ذلك أن الزيارة أتاحت على المستوى الثنائى للسيد الرئيس الالتقاء بأركان الحكومة الأمريكية، حيث التقى سيادته بوزير الخارجية الأمريكى، وزار البنتاجون والتقى بوزير الدفاع الأمريكى قبل أن يشارك مع القادة الأفارقة فى الاجتماع الذى عقد على مستوى القمة، أمس، الجمعة، وكذلك فى حفل العشاء الرسمى مع الرئيس جو بايدن، وهو اللقاء الثانى بعد اللقاء الذى تم فى قمة المناخ فى شرم الشيخ، منذ أسابيع قليلة.
العلاقات «المصرية الأمريكية» و«المصرية الأفريقية»
العلاقات المصرية الأمريكية والمصرية الأفريقية مؤهلة لانطلاقة فى المرحلة القادمة تستند على احترام السيادة الوطنية للدول، وعدم التدخل فى الشأن الداخلى، وقيام العلاقات على أساس المصالح المشتركة وتبادل التكنولوجيات واحترام كل طرف لخصوصية الآخر، وإدراك الولايات المتحدة أن مواجهة التنافس الدولى لا يكون بإزاحة قوى بعينها من القارة، حيث تحتاج أفريقيا لكل شركائها، ولكن من خلال التواصل والتنسيق ودعم خطط التنمية فى القارة، وهذا هو المسار الصحيح الذى اختارته الإدارة الأمريكية الحالية ونأمل أن يستمر هذا التوجه الإيجابى نحو القارة الأفريقية.