خُدام السيدة نفيسة على بابها شوادر وسرادقات للإنشاد وإطعام المساكين
شوادر وسرادقات خُدام آل البيت
بمجرد أن تطأ قدماك حى السيدة نفيسة بمصر القديمة، إلا وتلمح بوضوح انتشار شوادر وسرادقات خُدام آل البيت وقد نُصبت وفى انتظار زوارها، هكذا امتلأت الساحة المقابلة لمسجد السيدة نفيسة بأصوات المشايخ والمنشدين فى حب الرسول وآل بيته، كما تتسلل إلى أنوف الزائرين رائحة الطعام الشهيّة التى انبعثت من كل جانب يحيط بالمسجد، ويتسابق فى عملها محبو آل البيت لإكرام المحتاجين والسائلين، احتفالاً بذكرى مولد السيدة نفيسة.
«البيلى» من الدقهلية: «سعادة الدنيا فى خدمتنا لضيوف ستنا أمام مسجدها»
فى أحد السرادقات قرب المسجد، جلس ضيوف آل البيت الذين يأتون من مختلف المحافظات فى انتظار الطعام، أو ما يطلقون عليه «نفحة السيدة نفيسة»، داخل خيمة الشيخ الراحل عبدالفتاح أبورمضان، أحد أئمة الدقهلية، ويقول إبراهيم البيلى، أحد القائمين على «الخدمة»، إنهم يستعدون قبل المولد بنحو أسبوع بذبح الذبائح وشراء الأطعمة اللازمة كالأرز، والعيش، وغيرهما: «بنيجى نقضى أسبوع المولد هنا.. وبنكون مبسوطين وإحنا فى خدمة ضيوف آل البيت».
«بنفضل طول اليوم نعمل الأكل.. ومابنحسش بالتعب»، هكذا عبرت فاطمة محمد، صاحبة الـ45 عاماً، التى تقوم بإعداد الطعام فى أحد سرادقات الخدمة، إذ إنها تربت منذ صغر سنها على خدمة ضيوف آل البيت بكل التفانى والحب، بما جعلها تقطع مسافة طويلة مع عدد من أفراد عائلتها التى تقطن فى المنصورة من أجل إطعام السائلين والمحتاجين: «إحنا بنقدم فى الخيمة لحمة ورز وعدس.. وفيه ناس بيحبوا يشاركوا فى الخير بيجيبوا لنا أكل نطبخه».
«الخير والبركة مابيخلصوش فى حضرة آل البيت»، وفقاً لتعبير جليلة حسنين، إحدى المشاركات فى نفحات الطعام التى يقدمها سرادق خدمة آل البيت، حيث اعتادت هى وأبناؤها الذين يعملون فى مهنة الجزارة بمحافظة أسيوط أن يذبحوا الذبائح، ومن ثم يعدون أمتعتهم اللازمة للعيش أسبوعاً أو أكثر فى رحاب آل البيت، من أجل إطعام وخدمة «حبايب السيدة نفيسة»: «إحنا عايشين لخدمة حبايب آل البيت.. وعلشان كده البركة بتلازمنا فى حياتنا».
وأمام إحدى الخيام الأخرى، اصطف «حبايب آل البيت» فى انتظار «نفحة الله»، وكانت عبارة عن وجبة العشاء من الجبن الفلاحى والعيش الصعيدى، فضلاً عن أطباق الأرز بلبن، وكان ضمن المسئولين الخمسينى عصام كرم، الذى يقرر مع كل ذكرى مولد لآل البيت أن يأخذ إجازة من عمله فى إحدى شركات القطاع الخاص، ليشارك فى خدمة آل البيت: «محدش بينام طول أيام المولد.. أنا باجى كل مولد أشارك فى عمل الأكل وأغسل الصحون وأنضف المكان علشان أكسر الكِبر اللى ممكن يصيب نفس البنى آدم فى محاولة للتحلى بأخلاق آل البيت».