عشان تدخل مدينة «حلوان» الجامعية لازم تمحى أمية 10 مواطنين
حالة من الجدل الواسع انتابت طلاب جامعة حلوان، فور إعلان الدكتور ياسر صقر، رئيس الجامعة عن قراره بعدم السماح للطلاب المغتربين بالالتحاق بالمدينة الجامعية خلال العام المقبل، إلا بعد تقديم الطالب ما يُثبت أنه قام بمحو أمية عدد يتراوح بين 5 و10 أشخاص من أبناء محافظته.
القرار المفاجئ اعتبره الطلاب بمثابة العصا التى قصمت ظهورهم، حيث إن الغالبية العظمى من الطلاب يستغلون فترة الإجازة الصيفية للتفرغ للعمل: «هو إحنا عارفين نتعلم عشان نمحى أمية غيرنا، وبعدين إحنا بنشتغل فى الصيف عشان نساعد أهلنا فى مصاريف الدراسة»، قالها محمد عبدربه، الطالب بالفرقة الثانية بكلية التجارة، وأحد نُزلاء المدينة الجامعية، موضحاً أنه فى حال تطبيق القرار فلابد من مشاركة جميع الطلاب فيه، سواء كانوا من أبناء العاصمة أو المغتربين.
الطالب بكلية التربية الرياضية محمد محيى، ابن محافظة سوهاج، أكد أن هناك صعوبة بالغة فى تطبيق القرار، تتمثل فى كيفية إقناع المواطنين أنفسهم بجدوى محو أميتهم: «أخاف أروح لواحد أقوله عاوز أمحى أميتك يضربنى أو يجرى ورايا».
تسهيل القرار على الطلاب، هو المطلب الذى نادى به الطالب «أحمد حمدى»، مؤكداً أنه لا يجوز التعنُت ضد الطلبة والطالبات، الذين لم يستطيعوا مساعدة غيرهم، متسائلاً: «مين فينا مش نفسه يساعد غيره ويعلمه، اللى مش قادر ووقته مش سامح المفروض مايتحرمش من دخول الجامعة، زى ما الجامعة عاوزة تساعد الأميين لازم تساعد الطلبة مش تحرمهم من التسكين». فى حين يقول أحمد حمادة، الطالب بكلية الحقوق: «القرار صعب تطبيقه.. أنا مثلاً أهلى عايشين بره مصر، وبمجرد ما أخلص امتحانات بسافر لهم.. هطبق القرار ده إمتى وفين وإزاى؟ وفيه ناس زيى كتير»، وأضاف: «مرة يعملوا كشف طبى على الطلبة، ومرة يلزموهم بقرارات صعب تنفيذها، طب ما يقولوا إنهم هيقفلوا المدينة أحسن».
من جانبه أكد الدكتور ياسر صقر، رئيس جامعة حلوان، أنه لا رجعة فى القرار الذى أعلنته الجامعة بشأن التسكين، حيث إن المشروع قومى، ويهدف إلى مشاركة الجامعة فى محو أمية المواطنين، بالتعاون مع الهيئة العامة لمحو أمية وتعليم الكبار: «الطالب قبل ما يقدم ورقة فى المدينة الجامعية لازم يقدم ورقة من الهيئة العامة لمحو الأمية إنه ساعد غيره ومحو أميته، فلو مقدرناش نساعد غيرنا يبقى ملناش لازمة»، ويستكمل: «أطراف كتير هتشارك فى المشروع عشان مايبقاش فى بينا واحد أمىّ».
واستنكر «صقر» اعتراض طلبة المدينة الجامعية على القرار، واصفاً الطلبة الرافضين بأنهم غير نافعين أو مُجدين لأوطانهم، حيث إن المدينة الجامعية يلتحق بها فى العام الواحد حوالى 4 آلاف طالب وطالبة، ولو ساهموا فى محو أمية غيرهم ستنخفض نسبة الأمية خلال عام.