«بـ100 راجل».. «سعاد» تربي حفيداتها من بيع المناديل: نفسي يعيشوا مبسوطين
الحاجة سعاد مع أحفادها
عصفت بها الظروف رغم إنجابها شابًا يحمل هموم الحياة عنها، توفيت زوجته وتركت 3 فتيات، حاولت الجدة تربيتهن وتلبية احتياجاتهن هي وابنها، فتوفي هو الآخر، وترك الفتيات الثلاث لها تواجه بهن صعوبات الحياة، تنحت في الصخر من أجلهن، تجوب الشوارع على عكاز بمثابة عصب حياتها، هكذا تعيش الحاجة سعاد عبدالجليل، وتبلغ من العمر 63 عامًا، بقرية أبو الريش بمركز دمنهور محافظة البحيرة، من أجل تربية حفيداتها.
تربي الحاجة سعاد 3 فتيات يتيمات الأب والأم، فتحولت لهن خير أب وأم، عملت في مصانع البطاطس وبالأراضي الزراعية، إلى أن انتهى بها الحال لبيع المناديل بالشوارع، تحكي لـ«الوطن» قصة كفاحها: «زوجت ابني الوحيد بدري عشان أفرح بيه، بس ربنا افتكروا هو ومراته وبقيت أنا لوحدي مع الـ3 بنات، اشتغلت في الأول أنا وهو في كل حاجة ولما اتوفى بقيت لوحدي».
من العاشرة صباحًا.. حتى غروب الشمس
تستيقظ الحاجة سعاد من نومها طامعة في يوم ينهال عليها الخير من كل جانب، تجهز الإفطار هي وبناتها، ثم تخرج في العاشرة صباحًا، تبيع المناديل بشوارع مدينة دمنهور، ثم تعود عند غروب الشمس، وأحيانًا مع أذان العشاء: «بخرج أجيب مصاريف البنات، أنا مش عاوزة آخد حاجة من حد بس عاوزة حاجة تأكل الأولاد اليتيمة».
آلام في قدمها.. وأمنية الحاجة سعاد
تعاني الحاجة سعاد المُكافحة من آلام في قدمها، فتضطر للجلوس أيامًا دون عمل: «ممكن أخرج أبيع يوم واليوم التاني لا، والبنات مش بوافق إنهم يشتغلوا»، وتخطت إحدى حفيداتها سن الـ20، فخطبتها: «جالها حد مناسب فمرضتش أخليها تستنى كتير، بس الظروف صعبة ومحتاجين جهاز ليها كمان»، وتتمنى الحاجة «سعاد» في عمل يضمن لها عيشة هنية بعد كفاح سنوات طويلة: «عاوزة أرتاح، نفسي في كشك أو محل صغير أقعد فيه، ونفسي أعمل عمرة أو أحج».