البابا تواضروس: علاقتي مع السيسي بدأت في القرية الأولمبية وأصف 2013 بـ«عنق الزجاجة»
لقاء جمع «السيسى» والبابا قبل «30 يونيو»
يتحدث البابا تواضروس عن علاقته بالرئيس السيسي، إذ كانت البداية باجتماع القرية الأولمبية، ووصف البابا الاجتماع بأنه بداية الأمل وسط كل هذه الأجواء المشحونة.
لقاء آخر فى دعوة وزارة الدفاع، يقول البابا: تلقينا دعوة من وزارة الدفاع، وقمت بتشكيل وفد، من كل أطياف الكنيسة، واتجهنا لوزارة الدفاع، وما أسعدنى جداً فى هذا اللقاء وطمأننى إلى حد كبير، أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى كان حاضر الذهن بشكل لافت جداً، فكان حديثه دوماً بالأرقام، وكنت أحدث نفسى قائلاً: «الحمد لله ما زال هناك من يخافون على الوطن».
وحول كواليس اجتماع 3 يوليو، يقول البابا: «جاء يوم الأربعاء الثالث من يوليو، وتحديداً الثانية ظهراً، ففوجئت بمكالمة من القيادة العامة للقوات المسلحة، وطلبوا منّى الحضور إلى اجتماع بعد ساعة بالقاهرة ورددت معتذراً بتلقائية وأخبرتهم بأننى فى كينج مريوط، ولم تمض سوى دقائق قليلة وأعادوا الاتصال وأخبرونى بتجهيز طائرة هليكوبتر فى أقرب مطار لى، وهو مطار برج العرب، وبالفعل كنت فى مطار برج العرب فى الثانية والنصف ظهراً، وكان فى استقبالى هناك رئيس المطار، وكانت المرة الأولى التى أركب فيها طائرة هليكوبتر».
يضيف البابا: «فى أقل من خمس دقائق كانت الطائرة مُحلقة فى السماء، وهبطت فى مطار ألماظة، وأخذتنى سيارة من هناك وبعد وصولى وصل فضيلة الإمام شيخ الأزهر، والكاتبة سكينة فؤاد، والدكتور محمد البرادعى، وممثل عن حزب النور، وممثلون عن الشباب، وكان عدد الحضور حوالى 20 شخصاً، ثم جاء الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، والفريق صدقى صبحى وبعض القادة العسكريين.
وقام الفريق أول عبدالفتاح السيسى بقيادة الجلسة، وبدأ يتحدث عن معطيات ما يدور فى البلاد، وسأل كلاً منا عن وجهة نظره، ومن بين الحضور من قال إن الحل هو انتخابات رئاسية مبكرة، وهناك من طلب منح «مرسى» سنة أخرى كفرصة أخيرة ومنهم من وجه النظر لحالة الغليان فى الشارع، إلى أن وصلنا لصيغة توافقية، وقمنا بصياغة البيان الشهير.
تابع: بعد ذلك أعطوا لكل منا «كارت» ليكتب كلمته، والحقيقة أننى لم أكتب حرفاً، وفضلت فى هذه اللحظة التاريخية أن يخرج الكلام من قلبى، وبعد أن انتهينا، كان الجميع فرحين وتبادلنا التهانى والأحضان، وجلسنا على مائدة واحدة نتناول الطعام ونتابع إذاعة البيان بالتليفزيون الرسمى، وكانت لحظات فارقة لا تُنسى، وبدأت أشعر بأن الوطن يتعافى ويعود من خاطفيه، وكانت الطائرة بانتظارى لأعود مرة أخرى إلى برج العرب، وأخذ الطيار يحلِّق بى مقترباً من الملايين الذين ملأوا الشوارع والميادين فرحين بما حدث، فاللحظة فارقة، لحظة بطولة حقيقية تستعيد بها مصر مكانتها.
ويقول البابا: «دائماً ما أصف هذا العام 2013 بعنق الزجاجة، ولكن دائماً كان لدىَّ تفاؤل وأمل ويقين، فمصر وطن فريد بين الأوطان، له جذور وأصول وحضارة، والمصريون يضربون أروع مثل فى العيش المشترك، ورغم قسوة هذا العام وسخونة أحداثه فإنه سيكتب فى التاريخ بحروف من نور، ففيه تخلَّص الوطن من سرطان الإخوان».