17 حفيدا حفظة للقرآن.. القصة الكاملة لوفاة مسن داخل مسجد في صلاة الجمعة بالغربية
الحاج اسماعيل نعمة الله
«كان قلبة حاسس إنه هيموت، وأنا كنت بعمل عمرة من أسبوع، وكنت بدعي ربنا أن يرزق أبي حسن الخاتمة، بحسب ما أوصاني به».. بهذه الكلمات بدأ أحمد نعمة الله، ابن الحاج اسماعيل نعمة الله، الذي توفى أثناء قراءة التشهد الأخير في صلاة السنة يوم الجمعة، داخل المسجد بقرية قطور البلد، بمحافظة الغربية، أن آخر لقاء جمعه بوالده، كان الخميس الماضي، وفي صباح يوم الجمعة، خرج كعادته صباحا، لقضاء بعض المتطلبات، وتفقد المخبز الخاص بنا، وعاود مرة أخرى، لفتح المسجد.
17 حفيدا حفظة القرآن
وأضاف في حديثه لـ«الوطن»، أن المتوفى له 6 من الأبناء، منهم 2 من الإناث، وعنده من الاحفاد 17، حرص على تحفيظهم القرآن الكريم، حياته كلها كانت في المسجد، وكان يستيقظ كل يوم قبل أذان الفجر، بساعة تقريبا، لقراءة القرآن، ثم يصلي الفجر، ويجلس يستكمل ورده اليومي، من قراءة القرآن، وكان يحرص دائما على قضاء حوائج الناس، والعمل على حل الخلافات والمشكلات، عن طريق الجلسات العرفية.
وأشار إلى أن يوم الجمعة الماضية، فوجئ العمال ومقيم الشعائر، داخل المسجد، ملقى على جانبه في التشهد الأخير في صلاة السنة، وأنه كان يعاني من الحزام الناري قبل وافته بـ6 أشهر وربنا شفاه.
بناء مسجد منذ 40 عاما
«عمري ما حسيت إنه حمايا، كل يوم خميس بيجمع أحفاده وأولاده لتناول الغذاء معاه وقضاء اليوم».. بهذه الكلمات بدأ أشرف شفيق زوج ابنته، حديثه لـ«الوطن»، قائلا إن الحاج إسماعيل شيد المسجد الذي توفى فيه، منذ 40 عاما، وأصر على بناء الطابق الثاني، ليكون خاص بالسيدات، وتم الانتهاء منه منذ 4 سنوات، مشيرا إلى أنه كان حافظا لكتاب الله، رغم أنه كان لا يقرأ ولا يكتب، وكل يوم خميس كان بيقفل على نفسه بالليل، ويقرأ البقرة كاملة.
واختتم حديثه: أنه تم تشييع الجثمان، يوم الجمعة الماضية، في مشهد جنائزي مهيب، لم يراه من قبل، وأنهم أقاموا صلاة الجنازة عليه، داخل أحد ملاعب كرة القدم، «ملقناش مسجد يستوعب العدد، صلينا في الملعب من كثرة المشيعين»، ووسط حالة من الحزن الشديد انتابت الجميع، واتشحت السيدات بالسواد حزنا على فراقه.