دبلوماسية «المسارات الثلاثية».. قاطرة مصرية لخدمة القضايا العربية
الرئيس عبد الفتاح السيسي لحظة وصوله أبوظبي
تدرك القيادة المصرية بما لا يدع مجالاً للشك أن القضايا العربية لن تحل إلا بتعاون عربى - عربى، وكذلك لديها قناعة بأنه ليس من هو أحرص على تحقيق مصالح الشعوب العربية إلا العرب أنفسهم عبر مزيد من التشاور واللقاءات المشتركة والتنسيق فى التعامل مع كافة الملفات.
هذه القناعات ترجمها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الفترة الماضية فى العديد من مسارات التعاون، بعضها أخذ مسارات ثنائية وأخرى شبه جماعية، لكن المسارات الثلاثية التى صاغها الرئيس السيسى ونفذتها الدبلوماسية المصرية كانت دائماً الأكثر واقعية وجدوى فى طرح حلول بحسب مراقبين. والمقصود بالمسارات الثلاثية هى تحركات مصر فى عقد قمم ثلاثية مثل القمة المصرية الفلسطينية - الأردنية التى كانت فى القاهرة أمس الأول، ومن قبل القمة المصرية - الأردنية - العراقية، وتحركات مصر على صعيد التعاون مع الإمارات والسعودية، وحتى خارج النطاق العربى نجد ثلاثية التعاون المصرى اليونانى القبرصى، ثم يأتى اجتماع الإمارات أمس ليكمل هذه التحركات المكوكية المصرية التى تستهدف تحقيق مصالح الشعوب العربية.
«العبيدي»: تحركات «القاهرة» بداية لنظام إقليمي عربي
ويقول المحلل السياسى العراقى حازم العبيدى، خلال اتصال هاتفى لـ«الوطن»، إن القيادة السياسية المصرية تعيد تقديم نسخة قومية عروبية جديدة تقوم على أسس واضحة هى أن مصلحة الشعوب العربية أولاً، وأن وحدة واستقرار الدول العربية وسلامة أراضيها ومؤسساتها ذات أولوية، وبعيداً عن المصالح القطرية الضيقة.
وأضاف «العبيدى» أن مصر أكثر الدول العربية التى استطاعت التعامل مع المخططات التى استهدفتها بعد 2011، واستطاعت الصمود ولم تسقط كما حدث فى دول عربية أخرى، مؤكداً أنه لولا هذا لسقطت جميع الدول العربية بلا استثناء، ولتواصل الانهيار العربى، والذى بدأ له التخطيط حتى منذ عام 2003 عندما حدث الاحتلال الأمريكى - البريطانى للعراق.
وقال «العبيدى» إن القاهرة عبر مسار التعاون الثلاثى مع بغداد وعمان تمسكت دائماً بأمن العراق واستقراره، والتصدى لأى تدخلات خارجية فى شأنه، وكانت مهتمة بالأساس بدعم مصالح الشعب العراقى.
وقال المحلل السياسى العراقى إن العمل العربى كان يفتقد هذه الاستراتيجية المصرية، والتى تشكل نواة حقيقية، إذا كان هناك إمكانية للحديث عن نظام عربى جديد يتجاوز التحديات الكبيرة التى نواجهها بما فى ذلك تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، والتى تسببت فى أزمات ومشكلات للشعوب العربية لم تكن متوقعة على الإطلاق، وأضرت كثيراً بالمنطقة العربية، إضافة إلى الأزمات السابقة التى تعيشها المنطقة العربية.
«الرقب»: نحن أمام مسار ثلاثي قوي تقوده مصر لإبداء المواقف والتنسيق لحل القضية الفلسطينية
بدوره، يقول الدكتور أيمن الرقب، القيادى بحركة فتح الفلسطينية، إن المسار الثلاثى المصرى الأردنى الفلسطينى يكتسب أهمية كبيرة، وجاءت قمة القاهرة أمس الأول فى وقت حساس لمناقشة التحديات والتطورات الفلسطينية الأخيرة، خصوصاً مع وصول حكومة يمين متطرف لسدة الحكم فى دولة الاحتلال.
وأوضح، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، أن المسار الثلاثى يضم فلسطين، لأنها هى صاحبة القضية وفى خط المواجهة مع الاحتلال، كما يضم الأردن، لأنها المشرف على المقدسات الفلسطينية ودورها محورى فى القضية الفلسطينية، أما مصر فهى تملك الثقل السياسى والدبلوماسى فى منطقة الشرق الأوسط، وهى الطرق الأكثر انخراطاً فى القضية الفلسطينية وصاحب الدور التاريخى فى دعم الشعب الفلسطينى، وبالتالى نحن أمام مسار ثلاثى قوى تقوده مصر قادر على إبداء المواقف والتنسيق لمواجهة ما قد يحدث.
ولفت القيادى الفلسطينى إلى أن القمة المصرية الفلسطينية الأردنية أتت كذلك قُبيل لقاء أبوظبى الأخوى أمس، وبالتأكيد تطرقت إلى القضية الفلسطينية، خصوصاً ما يتعلق بتوفير شبكة أمان مالية للجانب الفلسطينى، وأيضاً صياغة المواقف قُبيل زيارة سيقوم بها وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن فى الفترة المقبلة إلى منطقة الشرق الأوسط.