عبلة الكحلاوي «نهر الخير»
المرحومة الدكتورة عبلة الكحلاوى
عاشت من أجل الفقراء والمحتاجين سنوات طويلة، غرست خلالها بذوراً للخير سيظل محبوها يحصدون ثمارها فى الحاضر والمستقبل، هى الدكتورة عبلة الكحلاوى التى تحل هذه الأيام الذكرى الثانية لرحيلها فى عام 2021.
كانت ترى أن السعادة الحقيقية فى العمل الذى يدخل الجنة، وكثيراً ما كانت تنصح النساء بضرورة أن يكن على خلق مع أزواجهن وأن يحترمن الصغير قبل الكبير وتحدثت كثيراً عن علاقتها بوالدها الفنان محمد الكحلاوى، صاحب الأغنيات والابتهالات الدينية الراسخة فى الوجدان المصرى، ودوره الكبير فى تشجيعها على حب الخير ومساعدة الفقراء.
فى أحد البرامج التليفزيونية تحدثت عن دور والدها فى حياتها وتأثرها به قائلة: «كان يعمل بما يستمع إليه من الأحاديث النبوية وكذلك إذا قرأ القرآن، وكان حريصاً على تعليمنا القرآن الكريم كما كان يتصف بشخصية قوية وحاسمة فى آن واحد، ورغم شدته فإنه كان حنوناً وبكاّءً، وكان يخشى علينا من كل شىء، ودائماً ما كان يحدثها هى وأشقاءها عن ضرورة معرفة طريق الحق كما عرفه هو ولمس حلاوته، وكان يطمح إلى أن أحصل أنا وأشقائى على درجة الدكتوراه».
اسمها بالكامل عبلة محمد مرسى عبداللطيف الكحلاوى، وُلدت يوم 15 ديسمبر 1948، وعملت أستاذة للفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية «بنات»، ثم التحقت بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر وتخصصت فى الشريعة الإسلامية وحصلت على الماجستير عام 1974 فى الفقه المقارن، كما حصلت على الدكتوراه عام 1978 فى التخصص ذاته.
وفى مجال التدريس الجامعى، انتقلت إلى أكثر من موقع، منها كلية التربية للبنات فى الرياض وكلية البنات فى جامعة الأزهر وتولت رئاسة قسم الشريعة فى كلية التربية فى مكة المكرمة عام 1979 وبعد عودتها إلى القاهرة بدأت فى إلقاء دروس يومية للسيدات فى مسجد والدها بالبساتين وركزت فى محاضراتها على إبراز الجوانب الحضارية للإسلام وكانت تلقى دروساً دينية للفنانات فى مسجد الشيخ الحصرى بمدينة 6 أكتوبر وكان من بين هؤلاء الفنانات نورا وعفاف شعيب وشمس البارودى وشهيرة.
وفى مجال الوعظ والإرشاد الدينى، ألقت «الكحلاوى» دروساً دينية فى الجامع الأزهر، وكان لها درس أسبوعى فى بيت الحمد فى مسجد المقطم، قبل أن تؤسس جمعية خيرية لرعاية الأطفال الأيتام ومرضى السرطان وكبار السن من مرضى ألزهايمر، حيث تقدم الجمعية خدماتها فى مختلف المجالات، سواء الإنسانية أو الاجتماعية مثل الاهتمام والرعاية الصحية الكاملة لمريض ألزهايمر، سرطان الأطفال وكذلك المساعدات والقوافل الطبية وتطوير العشوائيات وتجهيز العرائس.
أما ظهورها الإعلامى الذى كان سبباً فى شهرتها، فكان من خلال العديد من البرامج التليفزيونية كمقدمة برامج على قناة الرسالة وكانت تركز خلال برامجها على توجيه الجميع للعمل الصالح، معتبرةً أن العمر يقاس بالعمل الطيب، حيث قالت فى أحد البرامج: «كل يوم أشوف صفحتى النهارده عملت إيه، وإذا لم أجد أتصل بأحبابى فى كل مكان لأستشعر أن هناك قدراً من الحميمية بينى وبينهم، وأحاسب نفسى حساباً فوق ما يتخيله عقل، وإذا رفعت صوتى على أحد أظل أستغفر الله، وإنى لا أبرح الاستغفار والصلاة والسلام على النبى».
وتوفيت «الكحلاوى» متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا، حيث انتقلت إليها العدوى أثناء خدمتها لكبار السن فى مؤسسة «الباقيات الصالحات» التى خصصتها لخدمة الفقراء، على الرغم من ترك بعض الممرضات الأمهات، ولكنها رفضت تركهن وظلت تخدمهن بنفسها حتى انتقلت إليها العدوى.
قالوا عنها :
على العهد.. ينهمر العطاء
لكنكِ لم تأتى، منذ أن رحلتِ أصبح الصمتُ زائراً لكل الأماكن، تجمّدت المقاعد والوسائد والأغطية، أبت الزهور أن تُزهر بعدما غادرتِ مكانك حولها، تدافعت اللقاحات لتقصف «كورونا» الغادرة ولكنك لم تأتى! اطمئنى، على العهد ما زالت مساحات الخير تمتد وتتمدد لينهمر العطاء وما زالت الأيادى ترتفع للسماء داعية لروحك الطاهرة، ما زالت أنفاسك عالقة فى جسدى وقلبى، وما زال وجهك أمام عينى، حتى بصمت ملامحك الرقيقة على وجهى.. طيب الله ثراك، وحشتينى.
د. رودينا ياسين - ابنة د. عبلة الكحلاوى
----------------------------------------------------------------
«رحم الله الدكتورة عبلة الكحلاوى، كانت نموذجاً للمرأة الصالحة لدينها ومجتمعها».
د. أحمد الطيب شيخ الأزهر
------------------------------------------------------------
«كانت من العالمات العاملات، فقد جمعت بين علوم الشريعة علماً وتعليماً وبين العمل الخيرى».
د. شوقى علام مفتى الجمهورية
-----------------------------------------------------
«كانت تمثل نموذجاً للداعية الأم وتعكس سماحة الإسلام ورحمته ووده».
د. محمد عثمان الخشت
رئيس جامعة القاهرة
---------------------------------------------
«تميزت بأسلوبها السهل والمبسط، حيث أفادت الكثير بعلمها وفكرها، فضلاً عن دورها الملموس فى مجال العمل الخيرى».
مايا مرسى
رئيس المجلس القومى للمرأة
--------------------------------------------------
«يعلم الله أنى أحببتك فيه، فوالله الذى لا إله إلا هو، فراقك آلم قلبى، مع السلامة يا أطيب قلب وأحن أم فى الدنيا».
الفنانة وفاء عامر
---------------------------------
«كانت نموذجاً يُحتذى به وقدوة فى العلم والعمل والمعاملة الإنسانية والرقى الأخلاقى».