رحلة تصنيع «برطمان عسل مصري».. جودة عالمية مهددة بالانهيار
مصنع لإنتاج برطمانات العسل
رحلة تصنيع برطمان العسل ذى الجودة العالية عملية ليست باليسيرة، فهناك مراحل لإعداد برطمان العسل بداية من تغذية النحل حتى التعبئة والتغليف، فهناك مميزات العسل المصرى مقارنة بأى نوع آخر، كما أن هناك آثاراً للتغير المناخى على عسل النحل فى الآونة الأخيرة.
صاحب مصنع: كل المراحل تتم دون تدخل بشري.. ونحلُنا الأجود عالمياً
وكشف فاروق بدران، صاحب مصنع لإنتاج العسل، لـ«الوطن»، كواليس الإعداد من داخل قرية «شبشير الحصة»، أكبر قرية مصدرة للعسل فى مصر والشرق الأوسط.
بحسب «بدران»، فرحلة تصنيع برطمان العسل ذى الجودة العالية، تبدأ من التغذية السليمة للنحل حتى التعبئة والتغليف فى المصانع المتخصصة دون لمسه بيد بشرية فى أى مرحلة، حفاظاً على جودته، مضيفاً: «النحالون رحالة ينقلون النحل إلى حيث أماكن الزراعات المغذية له على مدار العام، ففى يونيو من كل عام يتم استخلاص عسل البرسيم، وفى أبريل من كل عام يتم استخلاص عسل الموالح، وهكذا يختلف الأمر حسب توقيت الزراعات، وبالتالى ينقل النحالون طرود النحل إلى حيث توجد الزهور التى تتغذى عليها فى كل موسم».
المرحلة الأولى «الفلترة» لإزالة الشوائب منه والثانية «التسخين» لإزالة الرطوبة
بعدها تبدأ مرحلة جديدة فى مراحل تصنيع برطمان العسل، وهى مرحلة جمع العسل من الخلايا ثم يبدأ الفرز فى تانكات مخصصة، ثم تتم فلترة العسل لإزالة الشوائب العالقة به، بحسب رواية صاحب المصنع. بعد مرحلة الفلترة تبدأ مرحلة التسخين أو نزع الرطوبة من العسل، لمزيد من الجودة العالية للمنتج، كما أن عملية التسخين تتم فى درجة حرارة لا تتعدى الـ45 درجة لمدة معينة، ثم تبدأ مرحلة التعبئة والتغليف بواسطة ماكينات حديثة تم استيرادها من الخارج لضمان خروج المنتج فى أعلى درجة من الجودة: «فى كل المراحل السابقة دى مفيش إيد بشرية بتلمس العسل لحد ما يوصل للمستهلك»، بحسب تعبيره.
«بدران»: الجفاف وارتفاع الحرارة أعطى ميزة تنافسية في تصدير النحل وصناعة العسل
«بدران» أوضح أن أسراباً من النحل تخرج فى رحلات جوية خارج حدود مصر فى طرود خشبية محكمة لدول العالم، باعتباره النوع الأفضل عالمياً، حتى باتت مصر الأولى عالمياً فى تصدير النحل الحى للخارج، فمناخ مصر المعتدل، مقارنة بمناخ القارة الأوروبية شديد البرودة، ومناخ دول الخليج حيث الجفاف وارتفاع درجة الحرارة، أعطى النحل المصرى ميزة تنافسية فى مجال تصدير النحل وصناعة العسل، وبات مطلوباً فى دول الخليج، وتعد أهم الدول المستوردة: السعودية والإمارات والكويت وقطر والعراق والبحرين، حيث يسهم النحل فى زيادة جودة الإنتاج الزراعى بتلقيح المحاصيل، إضافة إلى القيمة المضافة من منتجاته المختلفة التى تستخدم كغذاء ودواء.
وتعد السعودية والإمارات فى صدارة الدول المستوردة لعسل النحل المصرى، إضافة إلى تصديره لبعض الدول العربية منها تونس والكويت والمغرب، وبعض دول العالم منها الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك تهتم مصر بالحفاظ على المواصفات القياسية للعسل: «عندنا مواصفات قياسية تفوق أى عسل تانى، والفيصل هو التحليل وليس الطعم فقط»، بحسب قول «بدران».
باعتباره جزءاً من منظومة متكاملة، تأثر صاحب المصنع هو الآخر بالتغيرات المناخية، حيث تأثرت دورة الغذاء الخاصة بالنحل بعد تأثير التغيرات المناخية على أنواع الزراعات، واحتاج النحالون تغذية النحل بالمحلول السكرى لتعويضه عن التغذية الناقصة: «النحل فى الشتا بيحتاج محلول سكرى علشان يقدر يعيش لأن مفيش زهرة مغذية ليه بشكل كافى كتعويض ليه عن التغذية اللازمة وبالتالى بنحتاج تظبيط سعر السكر لأصحاب المناحل والمصانع».
إلى جانب أهميته الاقتصادية كمورد رزق لآلاف الأسر، وكمصدر للعملة الصعبة نتيجة تصديره إلى الخارج، فإن العسل له العديد من الفوائد الصحية، تتمثل فى خفض الكوليسترول والعلاج من بعض الأمراض والمساعدة فى التئام الجروح. تابع «بدران» حديثه عن أنواع العسل، لافتاً إلى عسل «زهرة الموالح» الذى يتميز برفع المناعة، وتقوية الجسم، مع مذاقه الخفيف، بالإضافة إلى عسل «زهرة البرسيم»، ويعتبر المنتج الرئيسى فى مصر، لكونه الأكثر إنتاجاً، ويتميز بجودته العالية، بالإضافة إلى عسل «زهرة البردقوش»، الذى يسهم فى علاج الأمراض المرتبطة بالمعدة.