صلاح جاهين.. صاحب السعادة ومصدر الابتسامة
إقبال كثيف على معرض الكتاب
تصدر الكاتب والشاعر الكبير صلاح جاهين اهتمامات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى نسخته الـ54، باعتباره شخصية العام فى المعرض كذلك صاحب الكتب الأكثر مبيعاً داخل المعرض، وسط اهتمام كبير برباعيته وشعر العامية، الذى يعبر عن الواقع بشكل يتناسب مع جميع الطبقات باختلاف مستوياتهم الثقافية.
صلاح جاهين، شاعر ورسام كاريكاتير مصرى من مواليد 1930 بمنطقة شبرا، أحب الرسم منذ الصغر والتحق بكلية الفنون الجميلة، لكنه تركها بناء على رغبة والده الذى كان يطمح فى أن يلتحق نجله بكلية الحقوق، كان مولعاً بالصحافة يشارك فى إحدى الصحف ليزينها بالرسوم الجذابة ولم يكن لرسمه فى البدايات طابع الكاريكاتير حتى جاء الأمر مصادفة وتمكن ببراعة شديدة من التعبير الصادق الأمين عن الواقع المصرى، وأضاف لفن الكاريكاتير طابعاً جديداً ميزه كثيراً بعدما قام بكتابة التعليق على الصورة بعدما كان يكتفى الرسام بالرسم دون التعليق عليه.
بدأت شهرته كرسام كاريكاتير فى مجلة «صباح الخير» التى شارك فى تأسيسها واشتهر بالكتابة الأدبية وذاع صيته فى كتابة الرباعيات والتى كانت تعبيراً عن تأملات خاصة به فى الحياة، ولم يقتصر على الرسم فقط، بل قام بإنتاج العديد من الأفلام السينمائية والتى شكّلت علامات فنية فى تاريخ السينما المصرية التى من أبرزها فيلم «أميرة حبى أنا» و«عودة الابن الضال»، وألف «جاهين» فيلم «خلى بالك من زوزو» الذى حقق نجاحاً كبيراً عند عرضه إلى جانب العديد من الأعمال الفنية الأخرى.
ويعتبر صلاح جاهين الأب الروحى لجميع العاملين فى حقل فن الكاريكاتير لما فى مدرسته من قدرة على التعبير عن مشكلات المواطنين بشكل يصل إلى القلوب بصورة سريعة لكونه مأخوذاً من مظاهر حياتهم اليومية، ومن هنا كانت تأتى عبقرية صلاح جاهين لأنه تمكّن من نقل صورة الواقع وتحويله إلى كاريكاتير يخطف الأنظار فور رؤيته. لم يكن صلاح جاهين مجرد شاعر يبدع فى القصائد، بل كان متعدد المواهب يتمكن من الرسم المعبر عن أحوال الشعب المصرى، ينسج من وحى خياله سيناريوهات بديعة تخطف قلوب المشاهدين، لتبقى خالدة فى الأذهان حتى الآن، وهو خادم أمين محب لبلده يعبر عن طموحات شعب وتطلعات أمة إبان ثورة 23 يوليو عام 1952.
تمكّن «جاهين» من جذب الأنظار إليه وشارك فى تأسيس مجلة «صباح الخير» عام 1956، وذات يوم كان يسير فى طريقه إلى مقر المجلة عام 1959، ووجد نفسه يدندن بأربعة سطور شعرية، وهنا قرر إلقاء تلك الكلمات على مسامع صديقه الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين، الذى أعجب به وطلب منه أن يكتب كل أسبوع أربعة أبيات شعرية، ومن هنا جاء ميلاد الرباعيات واستمرت حتى عام 1962 على صفحات مجلة «صباح الخير» كل أسبوع.
فى عام 1962 انتقل إلى جريدة «الأهرام» كرسام للكاريكاتير وتوقف عن كتابة الرباعيات حتى عام 1966 عندما عاد إلى مجلة «صباح الخير» رئيساً للتحرير لتعود مرة أخرى الرباعيات. استقال «چاهين» من رئاسة تحرير المجلة على أثر الأحداث السياسية السيئة عقب هزيمة 1967، ودخل فى حالة اكتئاب وتوقف عن الكتابة، ولأنه متعدد المواهب فقد كتب لكبار المطربين عدداً من الأغانى، فغنى له عبدالحليم حافظ أغنية «صورة»، وكوكب الشرق أم كلثوم بأغنية «والله زمان».
«عبدالغنى»: صاحب مدرسة فريدة من نوعها.. ولمساته الخاصة ميزت أسلوبه عن غيره من زملاء عصره
بدوره، قال الفنان سمير عبدالغنى، رسام كاريكاتير، إن «جاهين» صاحب مدرسة فريدة من نوعها، وذلك لأنه تمكّن من تجديده، مضيفاً، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «جاهين» صاحب لمسات خاصة ميزت أسلوبه عن غيره من زملاء عصره، وفن الكاريكاتير كان قبل جاهين حاجة وبقى بعده حاجة تانية خالص، كاريكاتير الصحف زمان كان بيعتمد على تنفيذ الرسام لوحات كاريكاتير تعبر عن رأى القائمين على المؤسسات الصحفية، فكان مجرد منفذ بدون رأى، كمان مكنش الرسام له صلاحية كتابة البالونة فوق الرسم، وكانت مقتصرة بس على رئيس أو مدير التحرير وأوقات سكرتير التحرير.
بحرفية كان يلتقط «جاهين» ما يحدث فى الشارع المصرى، ليحوّله بعد ذلك إلى كاريكاتير ولكن بأسلوب خاص ومميز كان سبباً فى أن يكون حالة مصرية معبرة عن الواقع، لتتحول أعماله إلى رسائل مختومة بطابع خاص ميّزه، أكد «عبدالغنى» أنه «كان بيكتبها بطريقة خاصة وأى كاريكاتير بينزل كان كأنه مطبوع بختمه الشخصى مجرد ما تشوفه تعرف إنه لصلاح جاهين حتى إن لم يكن يحمل توقيعه».