نجل صلاح جاهين: كان عاشقا لوطنه.. و«الرباعيات» تحمل خلاصة تأملاته في الحياة
الكاتب بهاء جاهين: اختياره شخصية العام احتفاء بفنه المغرم بتراب مصر
بهاء جاهين
أكد الكاتب والشاعر بهاء صلاح جاهين، نجل الشاعر الكبير صلاح جاهين أن اختيار الشاعر صلاح جاهين شخصية العام بمعرض الكتاب 2023، فى دورته الـ54 هو احتفاء من قِبل الشعب المصرى لفنانه وشاعره، الذى عشق تراب الوطن وطاف أقاليمه المختلفة، فاطلع على جغرافيا مصر المختلفة فعشقها، وهو ما كون شخصيته.
وأوضح «جاهين»، فى حواره مع «الوطن»، أن رباعيات صلاح جاهين تحمل فلسفته وخلاصة تأملاته فى الحياة، وأنه رغم مرور 37 عاماً على رحيله، لكنه يظل الأعلى مبيعاً فى معرض الكتاب، لأن ما يخرج من القلب يصل إلى القلب، فشعره سواء كان شعراً وطنياً أو سياسياً أو عاطفياً أو فلسفياً، كله يصل إلى قلب الناس.. وإلى نص الحوار:
كيف ترى اختيار الشاعر صلاح جاهين شخصية العام بمعرض الكتاب 2023؟
- الاختيار جاء استمراراً لحالة الاحتفاء من قبل الشعب المصرى لفنانه وشاعره، وتلك الحالة موجودة قبل وفاة صلاح جاهين، منذ أكثر من 37 عاماً، فهى موجودة منذ صباه، فالشعب يحتفى به بأشكال مختلفة، فهو شخصية محبوبة، ورباعياته وشعره ومؤلفاته تصل إلى قلوب المصريين وقلوب من يقرأها، فالكثير من جوانب حياته معروف للجميع.
كيف تكوّنت شخصية صلاح جاهين؟
- صلاح جاهين كان عاشقاً لوطنه مصر، ومن مكونات هذا العشق، أنه طاف أقاليم مصر المختلفة، صعيدها ودلتاها، مع والده، الذى كان يعمل وكيل نيابة، فمنذ سن السادسة وحتى السابعة عشرة كان «جاهين» يطوف مع الوالد أقاليم مصر المختلفة، ومن خلال تلك الجولة الكبرى اتصل بالشعب البسيط واستمع إلى أغانى الفلاحين بالحقول وهم يزرعون ويحصدون، وتذوق الفلكلور الشعبى لكل إقليم، واطلع على جغرافيا مصر المختلفة فعشقها، وهذا العشق والحب الذى نشأ بين «جاهين» ووطنه كون شخصيته، وكذلك من السمات المهمة والفارقة فى حياة صلاح جاهين، اهتمامه الشديد بقراءة كل ما يخص مصر، عبر التاريخ.
وما أهم الكتب التى كونت ثقافة الشاعر الكبير؟
- قرأ تاريخ مصر وتراث مصر القديمة، واطلع فى شبابه على بعض الكتب التى رسّخت فى وجدانه الاتصال بالشعب المصرى وتراثه الفلكلورى مثل كتاب الأدب الشعبى لأحمد رشدى صالح، وكتاب سندباد مصرى للدكتور حسين فوزى، الذى طاف فكرياً فى التاريخ المصرى منذ بدايته الفرعونية حتى عصره الحديث، فكان يحب هذا الكتاب، ويوصى به الأجيال الجديدة.
ووصل به الافتتان الشديد إلى درجة أنه كان يبشّر به، ودائماً ما كان ينصح الشباب بقراءة هذا الكتاب، ويرى أنه لا يوجد كاتب مصرى لم يقرأ هذا الكتاب ويعد كاتباً حقيقياً. وكذلك من كتب التاريخ التى كوّنت وجدانه كتاب الجبرتى عن تاريخ مصر فى نهايات القرن الثامن عشر، خاصة الجزء الرابع عن الحملة الفرنسية على مصر وما صاحبها من أحداث ويوميات، وكذلك كتب عبدالرحمن الرافعى عن تاريخ مصر فى أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.
37 عاما على رحيله، لكنه يظل الأعلى مبيعاً فى معرض الكتاب.. كيف تفسر ذلك؟
- ما يخرج من القلب يصل إلى القلب، فشعره سواء كان شعراً وطنياً أو سياسياً أو عاطفياً أو فلسفياً كله يصل إلى قلب الناس، وكذلك اتسم شعره بالبساطة، وما اتسم بالبساطة يجد سبيله للعقول، ولكل هذه البساطة والصدق أحبه المصريون والعرب وكل من يقرأ شعره وكتبه.
علاقة الأسرة بالصحافة تبدأ من الجد الأكبر.. هل ذلك صحيح؟
- كان جدى الصحفى المجاهد أحمد حلمى، الرئيس الفعلى لتحرير جريدة «اللواء» لمصطفى كامل، وكان عضواً بالحزب الوطنى، وكان مرتبطاً جداً بالبلاد، لدرجة أنه حين بدأ العمل فى الصحافة فى جريدة «اللواء» اختار اسماً صحفياً مستمداً من خديو مصر الخديو عباس حلمى، الذى كان متحالفاً أيامها مع الحزب الوطنى، وموقفهما المشترك المعادى للاحتلال الإنجليزى، فكان اسمه أحمد حلمى، رغم أن «حلمى» ليس من شجرة العائلة، لكنه سمّى نفسه بذلك على اسم الخديو.
وكبرنا نحن الأجيال الشابة ونحن نعتقد أن صلاح جاهين غيّر اسم العائلة من «حلمى» إلى «جاهين»، حتى اكتشفنا أن صلاح جاهين استعاد اسم العائلة ولم يغيرها، وصلاح جاهين دخل عالم الصحافة، وأنا من بعده، فالجينات جعلت عندى قابلية لحب الأدب، وكان عندى ميل فطرى للكتابة والشعر، ومن حُسن حظى أنى ورثت منه جينات الشعر.
اهتمام القراء بـ«صلاح جاهين»
رباعيات صلاح جاهين تحمل فلسفته وخلاصة تأملاته فى الحياة، وقام بتلحينها الملحن الراحل سيد مكاوى وغنّاها الفنان على الحجار، الرباعيات كُتبت على مرحلتين، وقتها كان والدى يعمل فى مجلة «صباح الخير»، وكان كل أسبوع ينشر رباعية، بعد ذلك انتقل من «صباح الخير» إلى جريدة «الأهرام» وتوقف عن نشر الرباعيات، التى نشرها فى كتاب عام 1963، وبعد ذلك عينته الدولة رئيساً لتحرير مجلة صباح الخير من عام 1966 إلى 1967، فعاد ثانية يكتب وينشر الرباعيات فى المجلة، فنشر ما يقرب من خمسين رباعية.