مرسي أمام محكمة "التخابر": توليت الرئاسة بانتخابات نزيهة
على مدار ساعتين كاملتين، تحدث الرئيس المعزول محمد مرسي، المتهم بقضية التخابر، من داخل قفص الاتهام، أمام هيئة محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار شعبان الشامي، حيث كشف المعزول عن أشياء متفرقة، وحكى للمحكمة والحضور ما حدث في مصر - من وجهة نظره- في الفترة من 25 يناير وحتى تحفظ قوات الحرس الجمهوري عليه عقب ثورة 30 يونيو، ونفى الاتهامات عن نفسه وعن جماعته، واتهم من أسماهم بـ"صهاينة مصر والعرب" بالعمل على إغراق البلاد، واتهم الرئيس السيسي بتدبير أحداث القتل من خلال أفراد تم التعرف عليهم بهوياتهم، وقال إنهم احتلوا غرفًا مطلة على ميدان التحرير، ببعض الفنادق وكانت معهم أسلحة قتلوا بها المتظاهرين، كما اتهم الجنزوري بالتسبب في حل مجلس الشعب الأخير، وروى علاقة "الجماعة" بالمجلس العسكري عقب ثورة يناير.
في بداية الجلسة، طلب مرسي من المحكمة أن يتحدث لثلاث ساعات، فاعترض القاضي، وقال له "كفاية ربع ساعة.. إنت هتتكلم في القضية بس، والمحكمة لا دخل لها بالسياسة"، فرد مرسي: "أنا هعرض وجهة نظري وحضرتك ترى ما ترى بعد ذلك"، وتدخَّل المحاميان عضوا هيئة الدفاع عن المتهمين، ومنهما محامٍ منتدب، وطلبا من المحكمة السماح له بالحديث وفق مقتضيات الموضوع وعدم تحديد الحديث بزمن.
مرسي الذي بدا متوترًا، وظهرت عليه علامات القلق، وظل يمسح على وجهه عدة مرات، أمسك بيده بعدة ورقات وبدأ في القراءة منها (بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلم على سيد المرسلين، رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.. السادة المستشارين والقضاة، هيئة الدفاع، والإخوة الكرام الذين يشاركوني في نفس المكان، والسادة الحضور، والشعب المصري العظيم، شيوخه ورجاله ونساءه وأطفاله، أحييكم جميعًا تحية واجبة من القلب.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وتابع: "أنا لست حريصًا على استهلاك الوقت، لكن كلامي إن كانت المحكمة مستعدة أن تستمع لي فإنني لن أخرج عن الموضوع، وأنا أضع 3 ضوابط لنفسي، ضابط شرعي وقانوني وأخلاقي، أما الضابط الشرعي فإنني أرى نفسي بين مجموعتين من آيات الله سبحانه وتعالى لأقول هذه الكلمة والغرض هو التوضيح للجميع، للشعب قبل المحكمة، لأنها تحكم باسم الشعب، والله هو المطلع (وتلا عدة آيات من القرآن الكريم منها آية "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"، و"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ، نُزُلا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ، وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيم، وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" وعدة آيات أخرى).
أقول الحقائق المجردة في توضيح شيئين، هما إثبات صفة تولي منصب رئيس الجمهورية لشخصي الضعيف أمام الله، وإثبات عدم انتفاء هذه الصفة، وأنا أكتفي بقول الله تعالى: "واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله"، "واصبر لحكم ربك"، "ويا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود ولا النصارى أولياء".
أما الضابط القانوني والدستوري فأنا أتساءل: لماذا أتكلم اليوم؟، لإثبات الصفة وعدم انتفائها والتعبير عن تقديري الكامل للمحكمة، لكني أقول إنه من القانون والدستور وما حدث وإجرائيًا، فإنني توليت رئاسة الجمهورية في 30 يونيو 2012، بانتخابات حرة ونزيهة شهد لها الجميع بإشراف قضائي كامل تحت ولاية مباشرة للجنة القضائية التي كان رئيسها رئيس المحكمة الدستورية العليا طبقا لمواد دستورية استفتي عليها شعبيا، وأنا أتحدث اليوم بهذه الصفة، التي كنت عليها.
أما الضابط الأخلاقي، فأنا عاوز أقول كلام مهم وأرجو أن تسمعني بقلب مفتوح، يا سيادة المستشار على الرغم مما نالني ونال الكثيرين من الإخوة الذين أحسبهم ولا أزكيهم على الله، وأقول ذلك على مرأى ومسمع من الرأي العام الداخلي والإقليمي والدولي، وعلى الرغم مما نالني من إهانات أنا وهؤلاء الرجال من الجماعة بدءا من مؤسسها الشهيد حسن البنا، وعلمائها ومجاهديها، تعرضنا لأكبر عملية تشويه متعمد وتحريف للتاريخ وطمس لحقائق أصبحت معلومة للتاريخ بالضرورة، وعلى الرغم من التدني الأخلاقي والمهني والذي خرج عن كل الأعراف والقوانين والدساتير والذي تعرضت له وعانت منه كل الأسر والعائلات كبارا وصغارا، وعلى الرغم من الاستفزاز اللفظي واللغوي وليّ أعناق النصوص حتى القرآن والأحاديث ووصلت لحد التكفير والاتهام بالنفاق بغير سند أو دليل، واستمر هذا الأمر لأكثر من عام ونصف، فكم قيل في الإعلام بكل وسائله من أكاذيب بشكل لا يمكن السكوت عنه، ويجعل الحليم حيرانا، وكانت الصدمة الكبرى عندما جاء الكثيرون في هذه القاعة مع الأسف.
وعلى الرغم من كل هذا، فلن أرد عليه بمثله، ولكني سأضع نصب عيني قول الرسول صلى الله عليه وسلم "أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا"، وقوله تعالى مادحا نبيه ورسوله: "وإنك لعلى خلق عظيم"، و"لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، ولذلك فلن أتكلم إلا في الأحداث المجردة، بأنه لا ولاية لتلك المحكمة عليّ، مع احترامي لها، طبقا للقانون والدستور، أنت لستم قضاتي وهذه ليست محكمتي وسأترك الأمر بعد ذلك للناس والشعب الذين تحكمون باسمه، ليقول من الجاني، والأمر كله لله يقضي بما يشاء ويعز من يشاء ويزل من يشاء، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.
تغطية خاصة
مرسي أمام "محكمة التخابر": تنحي "مبارك" لم يحدث في تاريخ مصر الحديث
مسلم: "إذا كان مرسي يتهم السيسي بقتل المتظاهرين فلماذا عينه وزير دفاع"
مرسي بـ"التخابر": "صهاينة مصريون وعرب يحاولون إغراق الوطن"
مرسى لقاضي "التخابر": مصر من غير قضاء تبقى "سبهللة"
مرسي لقاضي "التخابر": "أنا كنت رئيس جمهورية مش رئيس عصابة"
مرسي لقاضي "التخابر": قائد الحرس قال لي "انت عاوزني أحارب الجيش"
مرسي لقاضي "التخابر": "ياريتنا أخونا الدولة.. مكانش اللي حصل حصل"
مرسي: يعلم الله أنني لم أرتد قميصا واقيا.. ومن كذبني هو الكذاب
مرسي: الجنزوري تسبب في حل مجلس الشعب الأخير حتى لا تقال حكومته
مرسي: أفراد من جهة سيادية كان يرأسها السيسي قتلوا متظاهري التحرير
"مذبحة بورسعيد" و"تخابر مرسي".. أبرز محاكمات اليوم