محمد بن سلمان.. «باني» مستقبل بلاده
الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
يُنظر إليه باعتباره مهندس السعودية الجديدة وصانع مستقبلها، هو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الشاب المولود عام 1980، وتأتي ولايته عهد المملكة لتمثل محطة انتقال فى الحكم للجيل الثانى من أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود، وليت الأمر متعلق بمجرد انتقال حكم وإنما لفت بن سلمان الأنظار إليه سريعاً منذ أن كان ولىّ ولىّ عهد المملكة، ولاحقاً ولياً للعهد من خلال رؤية 2030 التى ترسم ملامح سعودية جديدة، عنوانها الإصلاح الشامل والانفتاح المنضبط.
مملكة جديدة عنوانها تنويع مصادر الثروة، وتحويل الاقتصاد السعودى من اقتصاد نفطى إلى اقتصاد متعدد الأوجه والمصادر جاذب للاستثمارات الخارجية، مع تغيير فى البنية الاجتماعية والثقافية بشكل يوازن بين متطلبات العصر ويحافظ على تراث المملكة وخصوصيتها التاريخية.
بدأ الأمير محمد بن سلمان حياته التعليمية بالدراسة فى مدرسة الأمراء بالعاصمة السعودية الرياض وكان ذات يوم أحد العشرة الأوائل على مستوى السعودية، ثم التحق بجامعة الملك سعود فى الرياض وهناك أكسبته دراسته للقانون خلفية فكرية جديدة، حيث حصل على البكالوريوس فى القانون، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهناك درس العلاقات الدولية وحصل على درجة الماجستير فى هذا التخصص من جامعة جورج تاون الأمريكية.
كان لدى الأمير الشاب كذلك ميول كبيرة للعمل التجارى فاستطاع تأسيس عدد من الشركات الحكومية، كما بدأ حياته فى العمل العام مبكراً، والتى كان يسير فيها بسرعة الصاروخ، ففى 2007 عمل مستشاراً لهيئة الخبراء بالحكومة السعودية واستمر فى عمله هذا حتى عام 2009، ثم بعد ذلك التحق بالعمل مع والده الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ليصبح مستشاراً خاصا له عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، ولاحقاً أصبح أميناً عاماً لمركز الرياض للتنافسية.
ثم يأتى عام 2012 ليشهد نقلة جديدة للأمير الشاب عندما أصبح والده الأمير سلمان بن عبدالعزيز وقتها ولياً للعهد، وهنا أصبح الأمير محمد رئيساً لديوان ولى العهد السعودى بأمر ملكى، ثم فى عام 2013 أصبح مستشاراً خاصاً، ويواصل محمد بن سلمان ترقيه السريع فى المناصب ليصبح بأمر ملكى عام 2014 وزيراً عضواً فى الحكومة وعيّن فى هذا المنصب.
استمر «بن سلمان» رئيساً لديوان ولى العهد حتى عام 2015 وهو العام الذى شهد فى بدايته وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليصبح الأمير سلمان ملكاً للبلاد ويستحدث منصباً جديداً هو منصب «ولى ولى العهد»، والذى كان الأمير الشاب هو المرشح الأول له وكان ذلك فى 29 أبريل 2015، ثم يأتى عام 2017 وتحديداً فى شهر يونيو ويتم إعفاء ولى العهد الأمير محمد بن نايف من منصبه واختيار الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد من قِبل والده الملك سلمان.
استطاع «بن سلمان» تحويل رؤاه وأفكاره لواقع عملى فأصبح للمرأة السعودية الآن الحق فى قيادة السيارات والذهاب إلى الاستادات الرياضية لمتابعة المباريات، وذلك ضمن رؤية تقوم على محاربة التشدد الدينى، والذى تحدث عنه كثيراً.
كما يمتلك الأمير محمد بن سلمان مكانة مهمة على الصعيد العربى ولديه قناعة كبيرة بأهمية الشراكة مع مصر كجناحين للأمة العربية، فهو يؤمن جيداً بأهمية العلاقات السعودية - المصرية للتعامل مع كثير من التحديات والصعاب التى تواجه المنطقة، خصوصاً منذ أحداث عام 2011 التى ضربت كثيراً من البلدان العربية.
من المؤكد أن مستقبل السعودية فى السنوات القادمة سيقترن باسم «بن سلمان» باعتباره صانعها ومهندس مستقبلها بلا منافس.