سلمان بن عبدالعزيز.. ملك يعشقه العرب
الملك سلمان بن عبدالعزيز
فى 1935 كانت المملكة العربية السعودية على موعد مع مولد أمير جديد هو سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، الطفل أو الأمير الصغير الذى عُرف برقة قلبه منذ أن كان صغيراً، فهو الابن الخامس والعشرون من الأبناء الذكور لأبيه.
فى عام 2012 هناك مشهد لا ينسى للأمير سلمان عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، وكان ذلك فى مساء يوم 19 يناير عام 2012 عندما قرر الذهاب إلى الحرم الملكى بعد صلاة العشاء، وهنا يتوقف موكبه مع إقدام أحد الأطفال نحوه ليصافحه وبمنتهى الرقة يتحرك إليه الأمير وينحنى مبتسماً له لتقبيل يده، مداعباً إياه، يمرر يده فوق رأسه تاركاً خلفه أعوانه وحراسته، وكانت تلك لفتة حببت السعوديين وجذبتهم إليه، فأصبح معشوقاً لهم منذ تلك اللحظة.
ربما رقته هذه تعود إلى قلبه الذى كان عامراً بحفظه القرآن الكريم كاملاً فى سن مبكرة وهو ابن عشر سنوات فقط، تزامناً مع دراسته فى مدرسة الأمراء على يد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالله بن خياط.
وقد بدأ حياته فى العمل العام أميراً بالنيابة لمنطقة الرياض مع شقيقه الأمير نايف بن عبدالعزيز عام 1954 حتى استقال عام 1960، وفى عام 1963 صدر أمر ملكى بتعيينه أميراً لمنطقة الرياض وذلك فى عهد الملك الراحل سعود بن عبدالعزيز آل سعود.
وكان تعيينه أميراً لمنطقة الرياض بمثابة فاتحة خير على هذه المنطقة، ففيها قاد الأمير نهضة عمرانية غير مسبوقة نجح من خلالها فى تحويلها إلى تحفة معمارية جاذبة للتجارة والسياحة والاستثمارات الخارجية، ومع نجاحه المتصاعد بات أحد أكثر المقربين من ملوك السعودية الراحلين، وكان أمين سر لهم، فكُلف بكثير من الملفات سواء تلك التى تخص الأوضاع داخل المملكة أو ما يتعلق بملفات خارجية، خصوصاً القضايا العربية التى سيصبح الأمير سلمان لاحقاً حاملاً للوائها.
فى تلك الأثناء وفى عام 1986 كان للملك سلمان دور مشهود بالعمل فى التقريب بين مصر والسعودية، وإنهاء خطورة إبعاد مصر عن الصف العربى، وعقد وقتها فى «باريس» لقاء موسعاً لقيادتى ومسئولى البلدين، تناولوا خلاله أبعاد العلاقة بين البلدين، ما دفع العلاقات بين البلدين إلى سالف عهدها.
كان منطقياً وطبيعياً أن يكون هو الرجل الأقرب لولاية العهد عام 2012 بعد وفاة شقيقه الأمير نايف بن عبدالعزيز، وكان ذلك فى يونيو من هذا العام الذى شهد كذلك تعيينه من قبل وزيراً للدفاع، ثم يأتى عام 2015 وتحديداً يوم 23 يناير ويتوفى شقيقه الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويصبح سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للبلاد بمباركة هيئة البيعة، ومعه تدخل المملكة عصراً جديداً شهد نهضة شاملة فى مختلف القطاعات.
ومع نجله الأمير محمد ولى العهد صيغت رؤية 2030 التى تقوم على محورين أساسيين، هما إصلاح اقتصادى شامل يجعل المملكة ليست مجرد دولة نفطية، ومع ذلك إصلاح اجتماعى شامل يقود إلى انفتاح منضبط يراعى متغيرات الواقع والعصر وفى نفس الوقت يحافظ على ثقافة المملكة.
حرص الملك سلمان دائماً على التصدى لكل ما يهدد الأمن العربى فتحرك لصد تقدم الحوثيين فى اليمن، ودعم مصر بقوة فى مختلف الملفات والقضايا، فى ظل قناعة متوارثة تؤكد أهمية ومكانة مصر وحتمية علاقتها بالمملكة، ودافع فى كل المحافل الدولية عن القضية الفلسطينية، وساند على الدوام الشعب اللبنانى، وكانت يده دائماً ممدودة بالمساعدة لكل دولة عربية وإسلامية، ليستحق أن يكون ملكاً للسعودية يعشقه كل العرب.