رحلة منتجات الريف إلى المدينة «خير وبركة».. بائعات الأسواق الشعبية يأتين من المحافظات بحثا عن الرزق (ملف خاص)
رحلة «منتجات الريف» إلى أسواق المدينة
يستيقظن مع أذان الفجر سعياً للرزق ولقمة عيش حلال من كدهن وعرق جبينهن، يحملن بضاعتهن على رؤوسهن، ليس لعدة دقائق بل لساعات طويلة، إذ يمتد طريقهن من الأقاليم القريبة من محافظات القاهرة الكبرى، ويستقر بهن الحال فى الأسواق الشعبية للمدن الكبرى، بعد أن يقضين وقتاً طويلاً فى القطارات القادمة إلى العاصمة، فى رحلة الرزق اليومية، يكون بصحبتهن بعض أبنائهن يساعدهن فى نقل ما يحملن من خيرات الريف من «خضراوات وفواكه طازجة وطيور حية ومنتجات ألبان من جبن وزبد وسمن فلاحى»، وبين محطة وأخرى تعم المودة بين البائعات والركاب وينقضى المشوار سريعاً فى الهزار والضحك والحديث فى أحوال الحياة والناس.
بين تفاصيل البيع والشراء تتناثر الحكايات الإنسانية الرقيقة بين البائعات ومن يلتقون بهن، سواء من الركاب فى القطار أو الزبائن فى الأسواق، حكايات عن معيشتهن وأحلامهن فى تربية الأبناء بكرامة وتعليمهن ورغبتهن فى حصولهم على شهادات جامعية، والأمنية الغالية لبعضهن بزيارة بيت الله الحرام.
تفترش السيدات القادمات من الريف الأسواق ببضاعتهن وينادين بأصواتهن عالياً فى تنافس على جذب الزبائن لمنتجات يشتاق إليها أهل المدينة ولا يجدونها بالجودة والطزاجة المطلوبة فى المحلات، ومع مغيب الشمس تبدأ رحلة البائعات للعودة إلى القرى التى جئن منها، كل واحدة منهن تحمل ما تبقى من بضاعتها وتستقل القطار عائدة إلى أسرتها، تحمد الله على ما رزقها به وتستعد لرحلة اليوم التالى مع أكل العيش.
«الوطن» تجولت فى عدد من الأسواق التى تذهب إليها بائعات الريف وقضت بعض الوقت معهن واستمعت لحكاياتهن وترصدها فى هذا الملف.