«علياء» عمرها «65 سنة» وقضت نصفها في «البيع والشراء»
علياء
على الرغم من تخطيها الـ60 عاماً، لكنها ما زالت تحتفظ بروح الشباب، تستيقظ فى الفجر بكل همة ونشاط، تحمل بضاعتها على كتفيها، حتى تصل إلى محطة القطار المتجه إلى الجيزة، لتبيع البيض البلدى والجبنة القريش فى سوق «أبوقتاتة» بأسعار فى المتناول، للإنفاق على أحفادها بعد وفاة ابنها وحيدها.
السيدة: أولادي بيتعلموا وأحفادي عايشين معايا وبصرف عليهم بعد وفاة زوجي
تعيش علياء ياسين، 65 عاماً، فى مركز ناصر بمحافظة بنى سويف، وبدأت عملها فى بيع البيض والجبنة منذ صباها، لكنها لم تجد رزقها فى الأسواق بمنطقتها، لأن أغلب السكان من الفلاحين الذين يصنعون هذه المنتجات فى منازلهم، لذا قررت أن تبحث عنه فى مكان آخر، بحسب حديثها لـ«الوطن»: «عندنا فى البلد الناس بتعمل الجبنة وتربى الطيور فى بيوتهم، مش بيشتروا الحاجات دى من السوق».
بعدما ذهبت «علياء» إلى سوق أبوقتاتة بمحافظة الجيزة، وجدت إقبالاً على بضاعتها بسبب أسعارها التى تتراوح بين 35 و40 جنيهاً، وقررت أن تأتى يوماً واحداً فى الأسبوع، بسبب ارتفاع تكاليف المواصلات، إذ تدفع 150 جنيهاً للسيارة التى تحمل بضاعتها ذهاباً فقط مدة ساعتين، وبدأت معاناتها بعد وفاة زوجها منذ 25 عاماً، لتتحمل مسئولية ابنها وابنتها وحرصت على تعليمهما وزواجهما: «فكرت إن أنا أديت رسالتى وهبدأ أرتاح من السفر والتعب».
علياء: بحلم بكشك يقصر عليّا طريق السفر ونفسى أرتاح»
تلقيت «علياء» خبر وفاة ابنها منذ 6 أعوام وسيطرت عليها نوبة حزن شديدة، إلى أن قررت تولى مسئولية أبنائه الـ4، وعادت إلى عملها من جديد، تحاول جاهدة توفير نفقات تعليمهم، إذ يدرس أحدهم فى الثانوية الكهربائية، وتوأم فى المرحلة الإعدادية، والصغير فى الصف الأول الابتدائى: «ابنى توفى وساب لى 4 أحفاد عايشين معايا وبجرى عليهم، ومرات ابنى شايلة مسئولية البيت».
تحصل على معاش بقيمة 1300 جنيه، تدفع تكاليف الغاز والكهرباء وتشترى بضاعتها التى تبيعها فى السوق، حتى توفر المكسب لإطعام أسرتها طوال الشهر، وتحلم بكشك فى بلدها ليقصر عليها طريق السفر: «الحمد لله بكفّى مصاريف أحفادى، بس أنا تعبت ونفسى أرتاح».