ما هي العلاقة بين «البكتيريا الخارقة» في المنطقة والغزو الأمريكي للعراق؟
انتشار البكتيريا المقاومة للمضاد تزايد بعد الغزو الأمريكي للعراق
كشف فريق دولي من علماء الأحياء عن وجود علاقة بين انتشار أنواع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، أو ما تُعرف بالبكتيريا «الخارقة»، في عدد من الدول بمنطقة الشرق الأوسط، بالغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، وما تبعه من تدمير للبنية التحتية في الدولة العربية.
وتوصل الفريق العلمي، الذي ضم باحثين من الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية، بقيادة الدكتور أنطوان أبو فياض، الأستاذ المشارك بالجامعة الأمريكية في بيروت، إلى أنه منذ غزو العراق، قبل 20 عاماً، زاد انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في الشرق الأوسط بشكل كبير.
ظهور تلقائي لأنواع من «البكتيريا الخارقة» منذ 2003
ووفق نتائج الدراسة، التي نشرتها مجلة «BMJ»، للصحة العالمية، حدد العلماء العديد من الأمثلة التي تشير إلى حالات الظهور التلقائي لأنواع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية منذ عام 2003، الأمر الذي يقدم دليلاً جديداً على أن انتشار هذه الأنواع جاء نتيجة لغزو العراق.
كما أشار علماء الأحياء، في دراستهم التي نشرت نتائجها هذا الأسبوع، إلى أن هذه الأنواع انتشرت أولاً بشكل حاد في العراق، قبل أن تنتقل إلى دولة أخرى بمنطقة الشرق الأوسط، ثم امتدت تأثيراتها إلى مناطق أخرى من العالم، وفق الدراسة التي حصلت «الوطن» على نسخة منها.
تدمير البنية التحتية للرعاية الصحية على رأس الأسباب
وعن أسباب انتشار هذه الأنواع من البكتيريا، أكد الباحثون أن تدمير البنية التحتية للرعاية الصحية، وعلاج المرضى بطرق غير صحيحة في الظروف الميدانية، وارتفاع مستوى التلوث البيئي، وتلوث أجساد المرضى بأيونات المعادن الثقيلة، والظروف غير الصحية، وغير ذلك من عواقب الحرب، أدى إلى انتشار واسع لـ«البكتيريا الخارقة»، في العراق أولاً، ومن ثم في جميع أنحاء المنطقة والعالم ككل.
ورصد علماء الأحياء، على مدار الـ 20 عاماً الماضية، ظهور العشرات من سلالات الميكروبات المقاومة لمضاد حيوي معين، أو عدة أنواع من المضادات الحيوية، وقد ظهرت هذه الأنواع كنتيجة للاستخدام غير المنضبط لمضادات الحيوية في الطب، وفي مزارع تربية الماشية، وكذلك نتيجة إلقاء العقاقير في مياه الصرف الصحي في المناطق الحضرية والصناعية، ووصولها إلى النظم البيئية الطبيعية.
دعوة لإجراء مزيد من الدراسات لإنقاذ ملايين البشر
كما توصل العلماء إلى أنه بالإضافة إلى الأسباب السابقة، كان الأطباء، خلال العمليات العسكرية، يستخدمون المضادات الحيوية على نطاق واسع، كما أن البيئة العراقية تشبعت بأيونات المعادن الثقيلة السامة للميكروبات، الموجودة في القذائف والصواريخ والوقود.
وأكد «أبو فياض»، الذي قاد فريق الباحثين، في تصريحات أوردتها قناة «روسيا اليوم»، أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة، تشير إلى ضرورة إجراء دراسات شاملة ومفصلة، عن تأثير الحروب الطويلة في ظهور «البكتيريا الخارقة»، من أجل كبح أو إبطاء تطورها، وانقاذ حياة ملايين البشر بأنحاء العالم.