طالب ثانوي يبتكر علاجا للشوكة العظمية: أردت تخفيف آلام أمي «فيديو»
مصطفى صبري رفقة أسرته بعد تكريم الرئيس له
بمشاعر الحب والفخر، استقبل والدا مصطفى صبري، الطالب بمدرسة المتفوقين في المنيا، ابنهما، والذي كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي في محافظة المنيا منذ يومين، ليعود رافعا رأسهما بعد هذا التكريم.
الشاب السكندري بدأت قصته حينما رأى الألم على وجه والدته، يوما تلو الآخر، فقرر أن يبحث عن طريقة تريحها، فوجد مبتغاه عبر عمل بحثي رفقة زميله صفوت جرجس، ليبتكرا معا طريقة لعلاج مرضى الشوكة العظمية.
مشروع علاج الشوكة العظمية
المشروع البحثي اعتمد على أخذ الدهون من البطن وحقنها في القدم، ومن ثم احتاجا الطالبان متطوعا للتجربة عليه، فكانت والدته أول من دعمته وطلبت التجربة على نفسها، فهي أمه «جيشه الأول» في الحياة، والتي لم ترغب في الشفاء بقدر ما رغبت في نجاح ابنها الصغير.
الثنائي «الابن والأم» كرمهما الرئيس عبد الفتاح السيسي، الخميس الماضي، خلال زيارته لمحافظة المنيا، ليعود ابن الإسكندرية إلى بيته مرفوع الرأس، وسط فخر والديه به.
يقول «مصطفى» لـ«الوطن»، إنه أراد أن يجد حلا لألم والدته، فشارك مع زميله في المدرسة على العمل من أجل إيجاد حل لهذا الألم الشديد.
والدة مصطفى أولى المتطوعين لتجربة العلاج
أيام من الاستماع إلى مشاكل والدته مع هذا المرض، بجانب البحث عن طريق الإنترنت واستشارة الأطباء، حتى لاح في الأفق له اعتماد مرضى الشوكة العظمية على قطعة سليكون من أجل تقليل الألم، ومن هنا أتت فكرتهما: «فكرنا أنا وزميلي أننا ممكن نعمل جزء زي السيلكون يكون في القدم وده عبارة عن دهون، وبعد بحث وجدنا أننا ممكن ناخد دهون من البطن ونحقن بها القدم».
الفكرة حصلت على موافقة مؤسسة أخلاقيات المهن الطبية، إلا أنها احتاجت إلى متطوع فكان رد والدته جاهز: «أنا المتطوعة».
تحكي هبة حسن، والدة مصطفى، أنها تحمست أن تكون أول متطوعة في تجربة ابنها وزميله، ليس رغبة في العلاج، إنما أملا في مساعدة ابنها على حلمه، حتى وإن كان على حساب نفسها.
تبدد المخاوف
الأمر كان محفوفا بالمخاطر في بداية الأمر، كونها تجربة جديدة، إلا أن الأطباء طمأنوها بأن التجربة إن لم تنفع فلن تضر كون الدهون من ذات الجسد، وهو الأمر الذي زاد من رغبتها في بدء التجربة، التي تمت بالفعل في إحدى قدميها وشعرت بتحسن عن القدم الأخرى التي لم يتم حقنها.
الخطوات الكثيرة حول التجربة لم تجعل الطالب يلحق التأهل لبطولة «أيسف» ما سبب له إحباط، إلا أن القدر كان يخبئ له خبرا سارا، حين أبلغوه في مدرسة المتفوقين بمحافظة المنيا بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لهم، وأن مشروع «مصطفى» و«صفوت» أحد المشاريع التي ستعرض أمام الرئيس. يقول مصطفى: «الفرحة مكنتش سيعاني، وحسيت إن ربنا عوضني خير بتكريم سيادة الرئيس».
لحظة تكريم الرئيس السيسي لمصطفى ووالدته
لحظات التكريم كانت الأصعب في حياة «مصطفى»، فرغم قدرته في الإلقاء والإبداع المسرحي مسبقاً إلا أن رهبة الوقوف أمام الرئيس جعلته قلقا، لكن فجأة اختلف الأمر: «ابتسامة الرئيس السيسي لينا رجعت لي الثقة في نفسي، وحسيت إني واقف قدام والدي وبدأت اتكلم براحة شديدة».
الشاب السكندري قدم والدته وشكرها أمام الرئيس، لتصعد بعد ذلك ويكرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي لما قدمته من أجل أبنها، حيث وصفت والدة مصطفى الأمر بـ«اللحظة الأهم لها»، مؤكدة أنها لم تكن تتوقع أن يفعل نجلها ذلك الأمر إلا أنه أسعدها وأدخل الفرحة إلى قلبها، متمنية أن يصبح ابنها طبيبا في المستقبل ويستكمل ما بدأه من أفكار.