"تايمز أوف إسرائيل": مرسي يواجه معضلة "مبارك" في التعامل معنا.. و"الإخوان" تسير عكس الاتجاه
بعد أن انتهت أزمة خطاب "الصديق الوفي" الذي سلمّه السفير المصري الجديد لدى إسرائيل عاطف سالم، أو على الأقل انتهاءها نسبيا بتأكيد المتحدث الرسمي للرئاسة ياسر علي، بصحة الخطاب كاملا، استمرت وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية في تتبع انعكاسات الخطاب وتأثيراته.
في تحليلها لانعكاسات ردود الفعل المصرية على الخطاب، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية، الصادرة باللغة الإنجليزية، أن ردود الفعل المصرية الشعبية والعامة تسببت في خيبة أمل كبيرة بالنسبة لإسرائيل، وهو الأمر ذاته تقريبا في الأردن. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن المصريين لم يعتقدوا أنه من الممكن أن يرسل رئيسهم الجديد المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، خطابا بهذا الشكل للرئيس الإسرائيلي، بداية من "الصديق الوفي" وحتى "خالص التقدير والاحترام"، أما في الأردن، فإن الأمر لم يختلف كثيرا، فبعد أن حاولت عشيرة السفير الجديد لدى إسرائيل سحب ترشيحه وعرقلة تعيينه سفيرا لبلادها في إسرائيل، أعلنت العشيرة الحداد العام تنصلا من تلك الخطوة.
وتابعت "تايمز أوف إسرائيل": "نظرة أكثر قربا تجاه ديناميكيات ردود الفعل المصرية والأردنية، توفر وجهات نظر مشوقة وجديدة لطريقة العمل الداخلية في مصر والأردن، فالقصتان تعطيان معلومات أكثر عن الديناميكيات الداخلية والأزمات لدى الدولتين الجارتين، بخصوص تفاصيل العلاقات بينهما وبين إسرائيل".
وتؤكد الصحيفة أن الأمر تطلب يوما كاملا من المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية لإعلان صحة الخطاب بشكل كامل، "ولكن في هذه المرحلة، كانت الرئاسة محرجة جدا بسبب الغضب الشعبي وردود الفعل غير المحسوبة من قبل بعض أعضاء جماعة "مرسي" الإخوان المسلمين، أمثال جمال حشمت، الذي أكد أن الخطاب لا يتعدى كونه "فبركات صهيونية"، كما أن الواقعة ليست الأولى، ففي يوليو الماضي، استفسر مكتب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز عن إمكانية نشر رسالة مرسي التي رد فيها على تهنئة بيريز بشهر رمضان، ولكن بعد أن تم نشرها، تنصلت منها الرئاسة المصرية "بشكل سخيف".
وعن رد فعل الرئيس مرسي، قالت "تايمز أوف إسرائيل": "رد فعل مرسي، أو على الأصح عدمه، في مثل تلك الحالات لا يجب أن يفاجئ أحدا، ففي شأن العلاقات المصرية مع دول الغرب بشكل عام، عُرفت مصر بأنها دولة دائمة الارتباك والإحراج، خاصة وأنه كان من المفترض أن تعكس جماعة الإخوان المسلمين النظرة العدائية تجاه إسرائيل والولايات المتحدة، لكن يبدو أنها تسير عكس الاتجاه حاليا".
"اعتاد النظام السابق على الاتهامات التي وُجهت له، بكونه يحمل تناقضا كبيرا في تصريحاته، ما بين التصريحات "النارية" العلنية، والاتصالات مع إسرائيل والولايات المتحدة والغرب من وراء الستار. والآن، مرسي في نفس المعضلة، فبينما يتأرجح يمينا ويسار، وتتناقض التقارير، وتنتشر الشائعات ونظريات المؤامرة، تظل الرئاسة المصرية الأضعف في ذلك".
أما في الأردن، والحديث للصحيفة، فالديناميكيات مختلفة بعض الشيء، فلا أحد لديه أوهام تخص وجود علاقات وطيدة بين الهاشميين في الأردن وإسرائيل، على مر العقود، ولكن على عكس الماضي، أصبحت شرعية الأنظمة تحت تساؤلات مستمرة، ففي الوقت نفسه الذي دفع فيه الملك عبدالله السفير الجديد وليد عبيدات لقبول منصبه سفيرا لدى إسرائيل، خرجت عشيرته لتتحدى الملك، لتؤكد له أنها لن تلطخ اسمها بربطه بإسرائيل.
واختتمت الصحيفة الإسرائيلية تحليلها لردود الفعل والانعكاسات المختلفة في مصر والأردن، بتأكيدها على أن العدائية تجاه إسرائيل أصبحت جزءا من الهوية العربية الحديثة، وأن "الدراما" التي تم الكشف عنها في مصر والأردن في الأسبوع الماضي، والتي تركزت ظاهريا ضد إسرائيل، كانت تتعلق بما هو أكثر بكثير من العلاقات مع الدولة "اليهودية".