5 أيام مع عصابة الصحراء
غادر منذ 20 عاماً إلى دولة أوروبية لاستكمال رحلة عمله.. استقر فى بريطانيا حتى حصل على الجنسية، عاش فى هدوء بصحبة زوجته الطبيبة، وبعد رحلة سفر وشقاء، استقر رأيه على العودة إلى مصر ليعيش باقى حياته بها، عاد يتحدث بلكنة عربية «مكسرة» وملامح أوروبية، اشترى فيلا داخل تجمع سكنى بالتجمع الأول، وفى صباح 15 يناير الحالى، استقل سيارته وخرج من باب «الكمبوند» وفوجئ بسيارة سوداء تقطع الطريق عليه يستقلها 3 مسلحين يتحدثون لهجة أعراب وصعايدة، اعتدوا عليه بالضرب ثم اختطفوه تحت تهديد السلاح.. ولمدة 5 أيام تم التنقل به فى الصحراء، وتبين أن سبب الجريمة هو محاولة الحصول على فدية قدرها 2 مليون جنيه.[FirstQuote]
أخلى المتهمون سبيل الضحية بعد مفاوضات مع زوجته وتركوه فى صحراء الإسماعيلية، وبعد مرور 24 ساعة من إعادته تمكن فريق من ضباط مباحث شرق القاهرة من مداهمة مزرعة فى مركز بلبيس وألقى القبض على المسلحين الثلاثة وجارٍ البحث عن زعيم العصابة ومساعده من إحدى كبار عائلات شمال سيناء. [SecondImage]
«الوطن» التقت بالطبيب وقال: «أنا اسمى نبيل يوسف متزوج من الطبيبة بثينة حسن، مصرى الأصل، بريطانى الجنسية، غادرت القاهرة منذ أكثر من 20 عاماً لاستكمال مرحلة تعليمى وتحقيق طموحاتى فى النجاح بالعمل، غادرت إلى أوروبا واستقررت فى العيش ببريطانيا، خلال رحلتى لم أتشاجر مع أحد أنا بطبعى شخص مسالم، مللت من العيش فى الخارج، فاتفقت أنا وزوجتى على العودة إلى مصر والعيش فى هدوء، حضرنا فى زيارة إلى أقاربى وشاهدنا أكثر من مكان لشراء فيلا تتميز بالهدوء، وتم اختيار فيلا داخل «كمبوند» بالتجمع الأول واستقررت فيها، وفى يوم 15 يناير الحالى، استقللت سيارتى وخرجت من الباب الرئيسى لـ«الكمبوند» وفوجئت بسيارة سوداء يستقلها 3 ملثمين يحملون بنادق آلية يقطعون الطريق، فترجلت من السيارة، وقلت لهم «خدوا السيارة والفلوس اللى معايا» فرد أحد المسلحين: «إحنا عايزينك أنت يا....»، ثم قاموا بتقييدى بكلابشات وحبال، ثم اصطحبونى داخل سيارتهم وتوجهوا إلى منطقة صحراوية، واعتدوا علىَّ بالضرب والصفع على وجهى مستمرين فى سبى وشتمى بألفاظ خادشة للحياء، وتنقلوا بى أكثر من 5 مرات ولم أكن أعرف الأماكن، وطالبونى بدفع مبلغ مليونى جنيه، وأجبرونى على الاتصال بزوجتى ثم تركونى داخل الصحراء وقالوا لى: «ماتتحركش غير بعد 10 دقايق» فنفذت ما طلبوه منى، واكتشفت بأننى فى وسط الصحراء، توجهت سيراً على الأقدام عندما شاهدت ضوء سيارات فجر 20 يناير ووصلت إلى طريق مصر الإسماعيلية الصحراوى بعد سيرى لمدة ساعة ونصف، وقفت على الطريق السريع أطالب السائقين بالتوقف لمدة ساعتين، حتى توقف قائد سيارة ملاكى وأوصلنى إلى كمين قوات مسلحة وأخبرتهم بالواقعة، فاتصلوا بمديرية أمن القاهرة وحضرت ورويت لهم ما حدث.[SecondQuote]
اعترف المتهمون الثلاثة بارتكابهم الجريمة، وقال مسعود عبدالله سليمان، 53 سنة، عاطل، إنه تم استئجاره من قبل شخص يدعى خالد أبوالروس هارب واستعان بزملائه فى القضية محمد إبراهيم سلامة خفير ومقيم بنى سويف، وغازى استبان جمعة 38 سنة عاطل، وذلك مقابل مبلغ مالى من الفدية، وقرر بأنه تم تكليف المتهم الثالث الذى يعمل خفيراً فى عقار تحت الإنشاء أمام الكمبوند الذى يقطن به المجنى عليه، لجمع المعلومات، وتم وضع خطة بعد سرقة سيارة ملاكى بدون لوحات معدنية، وأوضح المتهم الثالث فى اعترافاته لـ«الوطن» أنه تمكن من مراقبة الطبيب لمدة شهرين وعلم أنه بريطانى الجنسية ولم يكن يعلم بأنه مصرى بسبب طريقة تحدثه، وقال: علمت من الحراس القائمين بحراسة «الكمبوند» أن الطبيب عاد من بريطانيا ومعه أموال طائلة وأنه قام بشراء الفيلا بأكثر من 3 ملايين جنيه، فأبلغت رئيس العصابة بالمعلومات وبمكان تحركاته، وأكد أنه خطط لخطفه أكثر من مرة والمصادفة أفشلت الخطة بسبب وجود السكان ودوريات الشرطة قبل ارتكاب الجريمة بأسبوع، بينما قال المتهم الثانى ويدعى غازى استبان من مركز بلبيس، أنه قام بتجهيز مكان خطف المجنى عليه، وأشار إلى أنه يقوم بحراسة مزرعة فى مركز بلبيس مقابل أجر مادى مع متهم رابع هارب، وأن من قام بتجهيز السيارة رئيس العصابة وشخص آخر من عائلة كبيرة يقيمون بمنطقة شمال سيناء، وأكد المتهم أنه كان من المرجح نقل الطبيب إلى محافظة شمال سيناء، ولكن أجهزة الأمن تمكنت من القبض علينا.[ThirdImage]
وكشفت تحريات العميد عبدالعزيز خضر، رئيس قطاع مباحث شرق القاهرة، والمقدم محمد الشموتى رئيس مباحث قسم ثان القاهرة الجديدة، والنقيب مصطفى شاهين، أن المتهمين كونوا تشكيلاً عصابياً تخصص فى خطف الأثرياء بمنطقة القاهرة الجديدة مقابل الحصول على مبالغ مالية، وأكد أنهم وراء اختطاف تامر سعودى من داخل منزله.