اللواء عبدالظاهر.. عاد من الموت ليواجه العبوات الناسفة
فى 30 يونيو الماضى ولد بطل جديد من رجال الشرطة، هو اللواء علاء عبدالظاهر مدير إدارة المفرقعات بالقاهرة، ذلك البطل الذى تلقى إخطاراً عبر جهازه اللاسلكى يفيد بالعثور على عبوة ناسفة داخل حديقة قصر الاتحادية، وعلى الفور اتصل بالعقيد أشرف العشماوى وطلب منه الذهاب إلى مسرح البلاغ والتعامل مع العبوة، ولم يكتف بذلك بل استقل سيارته متجهاً إلى مسرح البلاغ بقصر الاتحادية، وقبل وصوله بدقائق استقبل اتصالاً عبر جهازه اللاسلكى يفيد بانفجار العبوة الناسفة وإصابة العقيد أشرف العشماوى، وقتها شعر بالخوف على صديقه وشقيقه الأصغر، وبمجرد وصوله ذهب إليه مسرعاً فوجده على الأرض فى انتظار سيارة الإسعاف وعندما اقترب منه وجده من الشهداء وبجواره المقدم محمد لطفى خبير مفرقعات، وظل بجوارهما حتى حضرت سيارة الإسعاف وحملا فيها الجثمان واتجهت إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر، ولم يلتقط علاء عبدالظاهر أنفاسه حتى أخبروه بالعثور على عبوة ناسفة أخرى أثناء تمشيط المنطقة المحيطة بقصر الاتحادية. وعلى الفور ودون تردد طلب من المقدم محمد لطفى ارتداء بدلة المفرقعات والتعامل مع العبوة الناسفة، وثوان ووجد العقيد محمد لطفى يجلس بجوار العبوة الناسفة، وذهب إليه اللواء علاء عبدالظاهر وأثناء جلوسه بجواره ومتابعته أثناء تفكيك العبوة، هنا دخل بطلنا ملايين المنازل فى مصر وخارجها من خلال شاشات الفضائيات التى ذهبت لنقل موقع الحادث بعد الانفجار الأول الذى أسفر عن استشهاد العقيد أشرف العشماوى بالإضافة إلى العشرات من مراسلى الفضائيات والمواقع الإخبارية ولم تمر سوى ثوان معدودة حتى ظهرت على شاشات التليفزيون صورة انفجار وكان بمثابة فيلم أكشن من شدته وعدم توقعه، ليجد الملايين اللواء علاء عبدالظاهر ملطخاً بالدماء يحمل من قبل بعض أفراد الشرطة إلى سيارة إسعاف وأثناء ذلك نظر إلى ابنه وشقيقه الأصغر محمد لطفى ليطمئن عليه، ليجده على الأرض مستشهداً والجميع يلتفون حوله ليحملوا أشلاءه إلى سيارة الإسعاف. وتم نقل اللواء علاء عبدالظاهر إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر ليظل بها لمدة 45 يوماً داخل غرفة العناية المركزة، يصارع الموت حتى تماثل للشفاء وبعد ذلك يخرج مرة أخرى إلى أسرته، وظن الجميع بأنه سوف يظل جالساً فى منزله حتى شهر أغسطس وهو تاريخ خروجه على المعاش، أو نقله إلى إدارة أخرى فى حالة إمداد سن المعاش له، ولكن العكس صحيح فلم يمر على خروجه سوى أسبوع فقط ليجده الملايين فى مكتبه يستقبل بلاغات العبوات الناسفة، وينتقل إلى مسرح البلاغات على رأس رجاله من خبراء المفرقعات، بل يقوم بالتعامل مع المفرقعات بنفسه، ويزداد إصراره على الدفاع عن هذا البلد، ليطلق عليه الملايين «قاهر الموت».