المتطوعون بمبادرة «كتف في كتف».. جنود مجهولون وراء قوافل «الخير والفرحة»
إطلاق منصة لتدريب المتطوعين و80 ألفا شاركوا لإنجاح «كتف في كتف»
مبادرة «كتف في كتف»
لا يمكن لإنجازٍ أن يتحقق دون جنود مجهولين يعملون على نجاحه وتتبع مساره لحظة بلحظة، ويعتبر المتطوعون اللاعب الرئيسى فى نجاح مبادرات التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، وأحدثها مبادرة «كتف فى كتف»، حيث عمل آلاف من الشباب والفتيات على إنجاح هذا الحلم منذ اليوم الأول، تطوعوا من مختلف الفئات العمرية، بعضهم من خريجى المعاهد والجامعات، وبعضهم ما زال فى مرحلة الدراسة، لكن جميعهم لديه حلم واحد هو تقديم يد العون للأهالى الأكثر احتياجاً.
جهود كبيرة يبذلها المتطوعون فى المبادرات التى يدشنها التحالف الوطنى فى المحافظات، بدءاً برصد أوضاع الأهالى على الأرض وتدوين مطالبهم واحتياجاتهم، ثم تنظيم قوافل الخير التى تضم المواد الغذائية والمساعدات وغيرها، فضلاً عن الإشراف على تنظيم الفعاليات الاجتماعية المتنوعة، وانتهاءً بتوصيل التبرعات للفئات الأكثر احتياجاً، من خلال شباب لا يكلون من تقديم الخير للأهالى فى القرى النائية التى تعانى نقص الخدمات.
251 ألفاً ينضمون للفعاليات بإجمالي عدد ساعات تطوع بلغت 39 مليون ساعة
251 ألف متطوع مشارك، و76 ألف منتظم، و14 ألفاً من قاعدة التطوع، بإجمالى عدد ساعات تطوعية وصل إلى 39 مليون ساعة، وفرت إنفاق ما يقارب الـ56 مليون جنيه، إجمالى قوة التحالف الوطنى من المتطوعين، تشاركوا جميعاً فى الرغبة المشتركة لمساعدة الأهالى وتحسين مستوى المعيشة للأكثر احتياجاً، حيث يعمل جميعهم فى صور مختلفة من تقديم الدعم وتحسين الخدمات، ومنها المشاركة فى قوافل الخير وتسقيف المنازل وتقديم كراتين المواد الغذائية من خلال المتبرعين الذين يقدمون الإعانات والمساعدات، كما يتم بحث الحالات المستحقة لخدمات التحالف بشكل احترافى من قبَل المتطوعين، قبل توزيع الكراتين والتبرعات.
أكبر منصة تدريبية لمتطوعى كيانات التحالف المختلفة أعلن عنها التحالف الوطنى؛ لرفع قدرات وإمكانيات الشباب المتطوع، استجابةً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالاستفادة من قدرات الشباب الواعد لتحقيق مستهدفات التحالف الوطنى الطموحة خلال 2023، ومضاعفة الخدمات والدعم المقدم للشرائح الأوْلى بالرعاية، وتزامناً مع الأزمة الاقتصادية العالمية وتوابعها وآثارها.
وأوضح التحالف أنّ منصة تدريب متطوعى التحالف وما تضمّه من دورات تدريبية مكثفة، تعمل على نشر قيم التطوع على أوسع نطاق ممكن، لجذب شباب جدد فى مصاف متطوعى التحالف، وإتاحة الفرص الواعدة لهم لخدمة وطنهم، من خلال الارتقاء بالشرائح الأوْلى بالرعاية، وتنفيذ مستهدفات التحالف لخدمة أكثر من 30 مليون مصرى، لمواجهة آثار الأزمة الاقتصادية العالمية الطاحنة التى يعيشها العالم حالياً.
وأكد التحالف أنّ خطط استثمار قدرات وإمكانيات متطوعيه تنطلق من إنجازات حقيقية قدّمها متطوعو التحالف خلال العام الماضى، والتى جرى استعراضها أمام الرئيس فى مؤتمر التحالف الوطنى الأول مؤخراً، وأنّ استهداف رفع قدرات المتطوعين وإمكانياتهم التطوعية وترسيخ قيم التطوع لإفساح المجال لتطوع أعداد أكبر من الشباب، كل ذلك سوف يتم فى أطر علمية مدروسة ووفق رؤى تنموية مستدامة، مشيراً إلى أنّ منصة التدريب، وما يتبعها من دورات مكثفة، تعمل على تدريب الشباب المستهدف على الدخول فى مجالات عمل تطوعى غير مسبوقة؛ لتنفيذ مستهدفات التحالف فى محاور عمله المختلفة الطبية، ومنها التى تخص مجال الأمن الغذائى، والمعنية بخلق فرص عمل، من خلال تمكين اقتصادى تنموى مستدام لعوائل الأسر الأوْلى بالرعاية.
ويشارك جميع المتطوعين دون مقابل فى قوافل ومبادرات التحالف الوطنى، كما يتم تدريب الشباب المشاركين بشكل أكثر احترافية، ما يعطى مثالاً حياً على أن الشباب قادر على القيام بكل ما هو إيجابى من خلال المشاركة فى الأعمال الخيرية. واستكمالاً لمسيرة التطوع، وتحت شعار «التطوع مسئولية وطنية»، انطلقت، خلال الأسابيع الماضية، المقابلات الشخصية للمتقدمين للانضمام للتحالف، إذ توافد عدد كبير منهم على جميع نقاط التمركز لإجراء المقابلات؛ من أجل الوصول إلى جميع الراغبين فى الانضمام للكيان، باختلاف شخصياتهم وقدراتهم، وحرص التحالف، بمشاركة «شباب مصر»، على اختيار الكفاءات.
أمين سر التحالف: يشاركون في تقديم المواد الغذائية للأهالي وتنظيم خدمات طبية وتنموية وتوعوية.. ونتواجد بجميع المحافظات حتى «النائية»
وقالت نهى عبدالقوى، أمين سر التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، إن مبادرة «كتف فى كتف» جاءت من فكرة تكاتف المتطوعين والمجتمع المدنى لتعزيز مظلة الحماية المجتمعية للمواطنين، مشيرة إلى أن احتفالية استاد القاهرة بحضور 80 ألف متطوع تأتى لاستهداف الوصول لـ25 مليون مواطن، موضحة أن التحالف موجود فى جميع الأماكن بجميع المحافظات حتى النائية، بمشاركة الشباب المتطوع، وهو مشهد حضارى جميل سيتم تجسيده فى الاحتفالية الكبرى باستاد القاهرة. مشيرة إلى أن متطوعى التحالف قدموا خدمات متنوعة طبية، تنموية، توعوية، وأيضاً ترفيهية، لأكثر من 30 مليون مواطن، وشاركوا فى إعادة إعمار المنازل المتهالكة، من بناء جدران وأسقف وعمل الأبواب والأرضيات وتوفير الفرش الكامل، وسلّم المتطوعون مركب صيد حديثاً لعدد من الصيادين من أهالى القرى الشاطئية.
وقالت إسراء حامد، إحدى المتطوعات فى مبادرة «كتف فى كتف»، إنها ستشارك فى احتفالية «كتف فى كتف»، لافتة إلى أنها سعيدة كونها إحدى المشاركات فى احتفالية «كتف فى كتف»، التى تقام فى استاد القاهرة الدولى تحت رعاية الرئيس السيسى، كأكبر وأضخم مبادرة حماية اجتماعية.
وأوضحت «حامد» أنها بدأت التطوع منذ 9 سنوات، مشيرة إلى أنها لم تكن تمتلك الخبرة الكافية، لكنها مع التجربة فضلت أن تكمل فى العمل التطوعى الذى أكسبها خبرة كبيرة وشعوراً بالرضا كونها تساعد فى الخير، لافتة إلى أن التطوع غيّر من شخصيتها وعلّمها القيادة واتخاذ القرار وتحمّل المسئولية وحل المشكلات وتبنى القضايا المجتمعية وطرح الحلول لها، لافتة إلى أن دراستها فى كلية الحقوق لم تعق تطوعها، بل تمكنت من تحقيق رسالتها فى التطوع بجانب دراستها، مؤكدة أن طموحها هو الوصول لمناطق جغرافية أكبر وتبنى مشكلات أكبر من مشاكل المواطنين.
من جانبه، قال عادل على، أحد المتطوعين، إن العمل التطوعى يمثل له كياناً كبيراً، فمن خلاله نخدم أهالينا، كما أن عمله كمتطوع غيّر من حياته كثيراً، وأتاح له فرصة التواصل مع المسئولين التنفيذيين وغيرهم لتلبية مطالب الأهالى، مشجعاً الشباب الآخرين على المشاركة والاستمتاع بالتجربة، مضيفاً أن مبادرة «كتف فى كتف» تمثل له تحدياً كبيراً ونقلة نوعية فى التعرف على العمل التطوعى والاجتماع على الخير والحب: «إحنا قدرنا نثبت للعالم كله إننا قد التحدى وقدرنا نثبت برضو إننا نقدر نعمل أى حاجة فى أى وقت وفخور ببلدى».