حكاية المسجد «العمري» بكفر الشيخ.. أسسه الفاتحون في عهد عمر بن الخطاب
المسجد العمري بمدينة فوه بكفر الشيخ
تزخر محافظة كفر الشيخ بالعديد من المعالم الإسلامية المهمة، التي ترجع إلى العديد من العصور المختلفة، ويُعد المسجد «العمري» بمدينة فوه، أحد أهم هذه المعالم.
قصة إنشاء المسجد
وبحسب ياسر الكردي، مدير عام منطقة آثار فوه، فإن المسجد «العمري»، أُنشئ على يد الفاتحين الذين شقوا طريق الإسلام إلى مدينة فوه في عام 22 هـجريا، وسُمي «العمري» لأنه جرى إنشاؤه في عهد الخلفية عُمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وذلك بعد فتح مصر على يد الصحابي الجليل عمرو بن العاص، رضي الله عنه.
بعد سنوات كثيرة من إنشاء المسجد «العمري» جرى تجديده وترميمه في القرن الـ13 الهجري، وبالتحديد في عام 1271 هـجريا ـ 1854ميلاديا، في عهد الخديوى محمد سعيد باشا، الابن الرابع لمحمد على باشا، حاكم مصر فى ذلك الوقت، على يد رجل يُدعى «عبد الله البرلسى» والذى تم دفنه فى المسجد بعد وفاته، وأُقيم له ضريح ما زال موجوداً بالمسجد حتى الآن.
ويتميز المسجد «العمرى» الأثرى بمدينة فوه بالتخطيط الإسلامي في بنائه، مثل تخطيط المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، وهذا التخطيط يُعرف بـ«الصحن المكشوف» في وسط سقف المسجد، وله 4 أروقة، وذلك بغرض التهوية والإضاءة.
كما يتكون مدخل المسجد الرئيسي الموجود في الجهة الشمالية الشرقية للمسجد من الطوب «المنجور» وهو عبارة عن لونين للطوب نفسه الأول أسود، والثاني أحمر داكن، ويُعد ذلك نوع من أنواع الزخرفة البسيطة الموجودة في مُعظم الآثار الإسلامية بمنطقة الوجه البحري في هذا العصر.
ويحتوي المسجد «العمري» الأثري أيضا على 30 عمودا، و4 ظلات أكبرها ظلة المحراب، وقُبة، ولكن لم يُقام للمسجد مئذنة، ويرجح بعض الأثريين أن ذلك يرجع إلى أن الظروف المادية للفاتحين الذين قاموا ببناء المسجد في فوه لم تُساعدهم على إقامة مئذنة، وحتى من قام بتجديده وترميمه بعد ذلك لم يقم بإنشاء مئذنة للمسجد، وبقى حتى هذا الوقت بدون مئذنة.
باحثة أثرية: المسجد «العمري» يتمتع بقيمة تاريخية كبيرة
ومن جانبها، أكدت الباحثة الأثرية الدكتورة عزة شحاتة، لـ«الوطن»، أن المسجد «العمري» يتمتع بقيمة تاريخية كبيرة باعتباره أحد أقدم المساجد الأثرية فى محافظة كفر الشيخ، لافتةً إلى أن المسجد عانى لسنوات من الإهمال دون أن يطرأ عليه أي تجديد أو تطوير، إلى أن تحقق الحلم في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وبدأت وزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار في أعمال ترميم المسجد، لتبدأ رحلة إنقاذ هذا الأثر الفريد من نوعه الذي استمر صامدا لعقود طويلة.