البرادعي لـdiepresse: القوانين فى مصر قمعية.. والوضع عاد لما كان عليه
أجرت صحيفة "diepresse" النمساوية، حوارًا مع نائب الرئيس السابق، محمد البرادعي، وبدأت الصحيفة حوارها بعبارة "البرادعي يكسر صمته ويفسر لماذا استقال بعد سقوط الرئيس الأسبق، محمد مرسي".
وبدأت الصحيفة حوارها مع البرادعي بالتساؤل عن سبب عودته مرة أخرى إلى فيينا بعد الذهاب إلى مصر من أجل المشاركة في الثورة، وتحت فقرة بعنوان "مصر.. من حلم إلى كابوس"، قال البرادعي إن العالم العربي كان وما زال يبحث عن الكرامة، مشيرًا إلى أن القرن الـ21 لا يمكن التسامح فيه مع الأنظمة القمعية، مضيفًا "لقد تغيَّر العالم".[FirstQuote]
وتابع البرادعي في حواره للصحيفة، قائلاً إن جيل الشباب في مصر يريد الحرية، مضيفًا: "ربما كنا مفرطين في التفاؤل"، مشيرًا إلى أن مشكلة كل ثورة هي الاتفاق حول ما يحدث بعدها بيوم واحد، وأن الوضع عاد كما كان قبل ثورات الربيع العربي.
وعن الوضع في مصر قال البرادعي، إن الوضع عاد كما كان عليه قبل "الربيع العربي"، مشيرًا إلى عودة الإخوان إلى أماكنهم مرة أخرى، والجيش صعد إلى السلطة من جديد، لافتًا إلى أن هذه ليست نهاية القصة، وأن أوروبا أخذت ثلاثة قرون من الحروب الدامية لتسوية الصراعات الدينية والعرقية والوطنية، حتى يستطيعوا الوصول إلى الديمقراطية.
وأضاف نائب الرئيس السابق، أن "شباب التحرير" أُصيبوا بخيبة أمل كبيرة، لأنهم يريدون الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين، ووضع حد للفساد، زاعمًا أن القوانين في مصر "قمعية"، وأشار إلى حظر المظاهرات، والسجن لأسباب خادعة، مضيفًا أن التعامل مع جماعة الإخوان بهذا الأسلوب لن يؤدي إلى تلاشيها في الهواء، وأنه من الخطأ التعامل معهم بهذه الطريقة، لأن من الاعتدال السياسي شمول الإسلاميين ضمن التيارات، مشيرًا إلى أن من يدفن الناس في الأرض بهذه الطريقة لن يحصد إلا العنف والتطرف، وأن أحد الدروس المستفادة من الربيع العربي، هو أننا بحاجة إلى الوحدة الوطنية والاندماج.
وعن تأييده للإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي على الرغم من معارضته، قال البرادعي إنه كان يؤيِّد انتخابات رئاسية مبكرة، مشيرًا إلى أنه بعد الإطاحة بمرسي بأسبوع واحد دعا "الجماعة" لاجتماع مناقشة للمصالحة، إلا أنهم لم يحضروا بسبب القبض على محمد مرسي.[SecondQuote]
وفي إجابته حول قبوله منصب نائب رئيس الجمهورية، فقال إنه قبل المنصب لمنع "حرب أهلية" في مصر، مشيرًا إلى أن البلاد بالفعل كانت تنقسم في هذا الوقت، وكان يجب تخفيف هذه الحالة عن طريق الانتخابات السياسية، مضيفًا: "أنا ضد كل أشكال العنف".
وتابع أنه كان على اتصال دائم مع قائد الجيش وقتها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأيضًا مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي كاترين آشتون، مشيرًا إلى أنه كان يريد التوصل إلى حل سياسي، ولكنه لم يعرف ماذا حدث بعد ذلك، وأنه فضَّل المغادرة لأن بيئة من العنف مثل هذه لن يكون له دور فيها.
وعن التوترات في منطقة الشرق الأوسط، فقال البرادعي إن المنطقة شهدت "فوضى تامة"، مشيرًا إلى ما يحدث في ليبيا وسوريا والعراق واليمن، لافتًا إلى "العداوة" بين بعض العدول العربية وإيران، فضلًا عن القضية الفلسطينية المشتعلة.[ThirdQuote]
وحمَّل البرادعي المجتمع الدولي مسؤولية وقف نزيف الدم في سوريا عندما قال إنه لم يكن هناك تدخل دولي حاسم، مشيرًا إلى مقتل 200 ألف شخص في الحرب الأهلية.