فجأة وصل الجميع إلى نقطة الصفر بموت ملك السعودية، وفتحت أطراف المؤامرة الملف لتنفيذ مهمة إجهاض التحالف المصرى الخليجى فى مواجهة التقسيم، وفى مواجهة المد الإيرانى فى المنطقة، والذى زاد بنصير جديد جنوباً فى اليمن، وأصبحت دول الخليج فى مرمى الهلال الإيرانى من الشمال والجنوب والشرق. هل كان الملك عبدالله صمام الأمان؟ نعم كان وأكثر. السيناريوهات الآتية للبحث.
■ التغييرات المفاجئة فى البيت السعودى بعد وفاة مليكها، وتنحية خالد التويجرى (التويجرية) رئيس الديوان، ومستشار الملك عبدالله المقرب، ومبعوثه، وحلقة الوصل بينه وبين الأحداث، ومدير الملفات الصعبة، وتعيين ابن الملك سلمان رئيساً للديوان، وتعيين الأمير محمد بن نايف ولياً لولى العهد، وهو رجل الأمن القوى ويحظى بتأييد الإدارة الأمريكية، ويُتوقع أن يقفز الأمير محمد إلى سدة الحكم دفعة واحدة، متخطياً ولى العهد الأمير مقرن، ليكون أول ملك للمملكة من الجيل الثانى من أسرة آل سعود. هل يجعل كل ذلك الأمر مهيأ لقبول سيناريوهات جديدة؟
■ الصفقة الأمريكية الإيرانية وأركانها العديدة مفاجئة للأمريكان أنفسهم، وكان رد الكونجرس الأمريكى دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب أمامه عن التسليح النووى الإيرانى، ورفض أوباما ورفضت إسرائيل ذاتها. دفاع أوباما المستميت عن إيران عدو الأمس، حتى وصل تهديده باستخدام الفيتو الأمريكى فى إجهاض أى قرارات جديدة يفرضها مجلس الأمن على إيران. أوباما يغض الطرف عن أمرين بين إيران وروسيا، الأول: صفقة السلاح بين البلدين، والثانى: إنشاء روسيا ثمانية مفاعلات نووية لإيران. أضف أن أوباما يبارك استيلاء الحوثيين على مفاصل البلاد فى اليمن، وشجعت إيران على ذلك، وأعلن أوباما أنه لن يستطيع ضرب القاعدة فى الفترة المقبلة، حتى يستقوى العدوان لوقت النزال والحرب (القاعدة يد الإخوان، والحوثيون يد إيران).
■ نقضت قطر عهدها مع الملك عبدالله بعد وفاته مباشرة. وعادت تبث الأكاذيب عن مصر كما كان عهدنا بها وأقذر، مع استمرار المدد المالى الذى لم ينقطع عن الإرهابيين.
■ ظهور العنف المفرط فجأة، الذى يستخدمه الإخوان فى مظاهراتهم، وظهور السلاح بكثافة غير معهودة فى أيدى أفرادها، وإعلانها العنف المسلح، والذى كانت تتكتم عليه على الرغم من وجوده منذ فض اعتصام رابعة، ولا أستبعد مقتل شيماء الصباغ بيد الإخوان هى وغيرها، وإلصاق التهمة بجهاز الشرطة حتى يكون الرفض الشعبى لعنف الداخلية مبرراً للانتقام منها، وعاملاً مساعداً على تصعيد الموقف لهدم الدولة، يصاحب ذلك أيضاً الاجتماعات المكثفة لعناصر من الإخوان فى البيت الأبيض والإدارة الأمريكية لرسم علامات الدور الجديد للإخوان وفقاً للأحداث المستجدة.
ما علاقة هذا الشتات، هل محض صدفة؟ لا، العبث لا يبنى بناء منظماً إلى هذه الدرجة، والصدفة لا تربط الأحداث بهذ التناسق والتناغم، أصل إلى النتائج الآتية:
■ الحلف المصرى الخليجى حائط صد ضد إقامة دولة شيعية فى اليمن، ودولة سنية فى العراق والشام (الدواعش والحوثيون دورهم على المسرح ليس دور بطولة، ولن يتمدد نفوذهم أكثر من ذلك، فى الوقت الذى يختفى فيه تنظيم داعش فى الشمال سيختفى تنظيم الحوثيين فى الجنوب). ولذلك لا بد من هدم الحلف المصرى الخليجى، حتى يظل الدواعش فى الشمال والحوثيون فى الجنوب فزاعة لاستنزاف المنطقة وابتزازها، ولا يمكن إفشال هذا الحلف إلا بإفشال الدولة المصرية وجيشها أولاً. ولكن ما علاقة هذا بانحسار دور الدواعش الآن وتراجعهم نتيجة الضربات الجوية غير القاتلة، عن قصد، للتحالف؟ أجيب: حتى يشعر الخليجيون بالأمان قليلاً، فيقبلوا بعدم أهمية الحلف الخليجى المصرى.
الإبقاء على قوة مصر وجيشها هو درع أمان للعرب، ولا يمكن أن نساعد أصحاب المخطط لهدم الدولة حتى لو متنا جميعاً وليست فقط شيماء، يرحمها الله ويرحم ضباطنا وجنودنا، ضحايانا جميعاً لمخطط هدم الدولة، منهم للأسف من يعرف ويتآمر على الدولة.
أخيراً، خيوط الأمر مع الملك الجديد للمملكة الملك سلمان، هل يتراجع دور السعودية وتخف ضغطها عن الإخوان فى اليمن (ظهير القاعدة) فى مواجهة الشيعة (ظهير الحوثيين) وهما من أدوات المعادلة. ومن ثم الضغط على بشار فى سوريا بمساعدة فصائل المعارضة (السنية) ضد العلويين (الشيعة) والذين بدأت إيران رفع يدها عنهم كجزء من الصفقة، هل يا ترى ترك الملك سلمان لأوباما وتأجيل مراسم استقباله لحين الانتهاء من الصلاة، هو رد عليه باستمرار الحلف؟ أرجو ذلك، ادعوا معى: آمين.