جمال سليمان: استفدت الكثير من نيللي كريم.. وحديثها عن تعلمها مني تواضع
جمال سليمان
«أنا عبدالجبار.. ونارى هتحرق النجع باللى فيه»، جملة شهيرة جاءت على لسان الفنان السورى جمال سليمان ضمن أحداث مسلسل «عملة نادرة» مع الفنانة نيللى كريم، والمعروض حاليًا في سباق دراما رمضان، حيث أجاد استعراض مواطن القوة والشر في الشخصية، ما تجلى واضحًا في نفوذه القوى على أهل النجع، لرغبته في المحافظة على عائلته بأى شكل، حتى إن اضطرته الظروف للقتل في سبيل تحقيق غايته، ومن خلال الأحداث يتعرض العمل لقضايا مهمة، منها قضية ميراث المرأة في الصعيد، والصراع الدائم على سوق السلاح، من خلال عائلتى أبوعصاية وعبدالجبار، تحت رعاية المخرج محمد العدل.
وتحدث الفنان جمال سليمان خلال حواره لـ«الوطن» عن أسباب موافقته على الدور، وكواليس العمل التى جمعت بينه وبين الفنانة نيللى كريم، وسر تحمسه للعمل مع شركة العدل جروب، كما كشف خلال الحوار عن الصعوبات التى واجهته خلال تصوير المسلسل، ورأيه عن كيفية تقديم المسلسل حلولًا لمشكلة ميراث المرأة الصعيدية، وغناء الكينج محمد منير تتر المسلسل.
في البداية حدثنا عن أسباب موافقتك على مسلسل «عملة نادرة» هذا العام.
- أسباب عدة دفعتنى للموافقة على «عملة نادرة»، أولها تميز النص الذى وجدته مليئًا بالأحداث التشويقية، كما أن المخرج محمد العدل من المخرجين المتميزين، وشركة العدل جروب، يُشهد لها تقديم أعمال جيدة، وناجحة، فهم يعرفون جيدًا السوق الدرامية وتفكير الجمهور، فيصنعون أعمالًا مميزة تقدم لهم سواء خلال شهر رمضان أو خارج الموسم، بالإضافة إلى التعاون مع فريق عمل متميز، منهم نيللى كريم، جومانا مراد، أحمد عيد، كمال أبورية، فريدة سيف النصر، ندا موسى، محمد لطفى، على الطيب، مريم الخشت، وغيرهم من الفنانين، وانطلاقًا مما سبق ذكره، أعتبر مسلسل «عملة نادرة» عملًا متكاملًا لم أتردد لحظة في الموافقة عليه.
ألم تتخوف من تكرار تجربة الصعيدى للمرة الرابعة في مشوارك الفنى؟
- بالعكس، فكل مسلسل كانت له بيئة خاصة تحيط فيها الأحداث، ومسلسل «عملة نادرة» عمل اجتماعى، يحمل قضايا ورسائل هامة، منها قضية ميراث المرأة في الصعيد، وعدم حصولها على حقوقها بعد وفاة زوجها، ويشير أيضًا المسلسل إلى أكثر من قضية أخرى، منها الصراع الدائم على سوق السلاح، واكتشاف المقابر الفرعونية، فالمشاهد المصرى والعربى عمومًا يفضل البيئة الصعيدية، فضلًا عن أن الدراما الصعيدية مقرّبة لقلبى، ولم أتردد في تقديم أدوار صعيدية أخرى.
سبق وتحدثت أنك واجهت صعوبة في اللهجة الصعيدية بالمسلسل، فما السبب وكيف تم حلها؟
- لم أواجه صعوبة في اللهجة الصعيدية بمسلسل «عملة نادرة»، ولكن واجهت صعوبة في اللهجة خلال أول عمل فنى قدمته وهو مسلسل «حدائق الشيطان»، لأن اللهجة كانت صعبة علىّ، ولكن بالتدريب أصبح الموضوع أكثر سهولة، ورغم ذلك قبل بدء تصوير «عملة نادرة»، بدأنا التدريب على اللهجة، وأثناء تصوير جميع المشاهد كان يرافقنا مدقق لغوى، ويطلب الإعادة في حال وجود خطأ.
الجمهور ينتظر المشاهد بينك وبين نيللى كريم في كل حلقة من المسلسل كونها تكون أشبه بمبارزة تمثيلية، كيف كانت الكواليس؟
- الكواليس كانت أكثر من رائعة، فالفنانة نيللى كريم رائعة على المستوى الشخصى والتمثيلى، وتعطى كل ما لديها من قوة كى يصل المشهد إلى أعلى درجة ممكنة من الصدق والإتقان، وهذا كل ما يتمناه الشريك الفنى في المشهد، لذلك معظم المشاهد التى خرجت للجمهور كانت حقيقية للغاية، فلقد قدمنا عملًا جماعيًا، لا يمكن لأحد أن ينجّحه بمفرده، فعندما يكون أمامك ممثل قوى ومتألق، تستطيع أن تقدم أفضل ما لديك من إمكانيات. تحدثت نيللى كريم عن كواليس التصوير بأنها كانت تقف أمامك للتعلم منك، فما ردك على الأمر؟
هذا من لطفها وتواضعها الكبير، فهى فنانة كبيرة ولديها جمهور عريض، وأنا أيضًا تعلمت منها الكثير، فمهنة التمثيل أهم ما يميزها أن الفنان يتعلم شيئًا جديدًا في كل تجربة يدخلها، وهذا يصقل من تجاربه الفنية، ويجعله في منزلة أهم وأقوى. ظهر المخرج والفنان أحمد البدرى بعد سنوات من الغياب، وتحدث عن مساندتك له أثناء التصوير.
الأستاذ أحمد البدرى إنسان رائع ومخرج متمكن، لا يتردد مطلقًا في الاستماع إلى وجهة نظر الممثل، وأشكره على كلامه الطيب، ووجوده أغنى العمل، ويحسب الفضل أيضًا إلى شركة العدل جروب التى اختارت فريق عمل متكاملًا.
غناء الكينج محمد منير تتر المسلسل، كان مفاجأة بالنسبة للجمهور، فما رأيك في الأمر؟
- تتر مسلسل «عملة نادرة» الذى جاء بعنوان «كتب الزمان اسمه» للكينج محمد منير جاء مميزًا، وكان مفاجأة رائعة وإضافة عظيمة، ويليق بصورة كبيرة على الأحداث، فإن محمد منير فنان كبير، ووجود اسمه وصوته إضافة كبيرة لأى عمل يشارك به.
من المشاهد المميزة خلال الحلقات تلك التى ظهرت بها أمام الفنان كمال أبورية، حدثنا عن كواليس التعاون بينكما؟
- أكثر من رائعة، فالأستاذ كمال فنان حقيقى، وسبق وقد مثلنا معًا مسلسل «أفراح إبليس»، وكنت أشعر بسعادة كبيرة، فهو فنان له جمهوره الكبير، وتطورت تلك الزمالة الفنية إلى صداقة قوية أعتز بها حتى الوقت الحالى.
معظم مشاهدك كانت أمام «سكينة» التى تجسد دورها فريدة سيف النصر، فما رأيك بالدور رغم كره الجمهور لشخصيتها بحكم طبيعة دورها؟
- فريدة سيف النصر فنانة رائعة، وتملك قدرًا كبيرًا من العفوية والذكاء في تجسيد الشخصية، والحقيقة أنها أضافت بأدائها الكثير لشخصية «عبدالجبار»، لأن الفنان يأخذ من قوة الشخصية التى أمامه، وسعيدٌ بالتعاون معها.
هل ترى أن فكرة عدم إعطاء المرأة حقوقها في الصعيد، التى ناقشها المسلسل ضرورية لعرضها في الدراما؟
- بكل تأكيد، وبالمناسبة هذا يجب أن يتحقق ليس في الصعيد فقط، ولكن في كل المجتمعات الزراعية في الوطن العربى، فلدينا في سوريا مثلًا هناك مجتمعات لا تحب أن تورث أرضها للنساء، لأنهم يعتبرون أن الأرض بالنسبة لهم عزوة وجاه ولا يجوز تجزئتها، لذلك تخرج المرأة من حساباتهم، وكان من المهم عرض تلك المشكلة بالدراما، وإلقاء الضوء عليها.
بعد عرض أكثر من 16 حلقة من «عملة نادرة»، هل سيقدم المسلسل حلولًا لمشكلة عدم ميراث المرأة الصعيدية ضمن الأحداث المقبلة؟
- تقديم الحلول ليس بالضرورة من مهام الفن، ومهمة الفن الأساسية تسليط الضوء على أبعاد مشكلة ما أمام الرأى العام، ثم يترك الأمر لأصحاب القرار، الذين بدورهم يبحثون عن الحلول، ويطرحونها للجمهور، فدائمًا في أى عمل درامى يحاول أن يشير إلى المشكلات التى يعانى منها الكثيرون.
تعقيبًا على فكرة عدم الانتهاء من التصوير حتى الوقت الحالى، هل ترى أن ذلك يؤثر على جودة العمل الدرامى المعروض؟
- يعتبر ذلك الأمر من أكبر المشكلات التى تواجه الأعمال الفنية، وهى استمرار التصوير وتسليم الحلقات قبل عرضها بأيام، وأحيانًا ساعات فقط، لأن ذلك يضع الجميع تحت ضغط كبير، وعلى الأغلب سيؤثر ذلك على المستوى العام للعمل، فضلًا عن الإرهاق الشديد.
ما السبب وراء تأخير التصوير حتى الأيام الأخيرة؟
- يرجع الأمر لعدة أسباب، أولها مشكلات لها علاقة ببدء التصوير بشكل متأخر، وقد تحدث عن ذلك كثير من المخرجين والممثلين وغيرهم، وإننى على يقين أن أفضل الأعمال وأكثرها نجاحًا سيكون مستواها أعلى لو أعطينا المشاريع الفنية وقتها المناسب ليس من حيث التصوير فقط، وإنما أيضًا من حيث التأليف، فإن معظم النصوص التى يتم العمل عليها هى نسخة أولية لنصوص من الممكن أن تكون أكثر تماسكًا وعمقًا، ويتحقق ذلك إذا أتيُح للكاتب الوقت الكافى للنقاش مع المخرج والمراجعة أكثر حتى نصل إلى نص متكامل في حيث الأحداث وبناء الشخصيات والتطور الدرامى.
هل سبق وذهبت إلى مدن الصعيد من قبل؟
- بالتأكيد، لقد زرت معظم مدن الصعيد إلى أن وصلت إلى بحيرة ناصر وراء السد العالى في أسوان، إنه عالم جميل، ويستحق الزيارة.
هل واجهت أى صعوبات أثناء تصوير مسلسل «عملة نادرة»؟
- أجواء تصوير مسلسل «عملة نادرة» كانت مرهقة نسبيًا، حيث حرصت شركة الإنتاج على بناء النجع بأكمله، وبالتالى كان التنقل بين مواقع التصوير أمرًا سهلًا، ولكن الصعوبة كانت في الوصول إلى المكان ذاته، فضلًا عن أن الصعوبة الحقيقية تكمن في تصوير عدد من المشاهد في أماكن متفرقة في النيل وعلى ضفافه وكان الأمر غاية في الصعوبة.
هل تتابع أى مشاريع أخرى برمضان 2023؟
- في الحقيقة بسبب استمرار التصوير حتى الوقت الحالى، وفى ظل تكثيف عدد ساعات التصوير، أتابع بشكل متقطع بعض الأعمال الفنية، لكن بالتأكيد بعد انتهاء التصوير ستكون المشاهدة بصورة أكثر دقة.