باعتراف الغرب: الجيش المصرى «عامل الحسم» فى عملية الإصلاح
منذ ثورة يونيو 2013، شهد العالم «سحابة سوداء» من الدعاية ضد الجيش المصرى، كانت تحليلات الصحف ووسائل الإعلام الغربية تصر على وصف ما حدث عام 2013، بأنه «انقلاب، أطاح فيه الجيش بالرئيس الإسلامى المنتخب محمد مرسى». كما لو كان الجيش قد تصرف منفرداً وليس بناء على إرادة شعبية كاسحة، وكما لو كان «المنتخب» بالفعل «رئيساً»، وليس مجرد واجهة تحت تصرف المرشد العام للإخوان.
ملأت مراكز الدراسات الغربية الدنيا صراخاً وعويلاً، بنعيق أبناء التنظيم الدولى، الذين حرصوا على تصوير الجيش المصرى أمام العالم على أنه آلة لقمع وقتل «المواطنين الأبرياء». عشرات التقارير الحقوقية المشبوهة، ومئات التقارير الإعلامية «المضروبة» التى لا تستند إلا على مصادر مُجهّلة، ملأت الإعلام الغربى فى «حرب أعصاب»، بدت فيها المؤسسة العسكرية المصرية وكأنها الأكثر ثباتاً، وهدوءاً، كأنها تدرك أن للغرب دائماً حسابات أخرى فى السر، غير ما تظهره وسائل إعلامه للعلن.
ومع بداية العام الجديد، ولسبب ما، بدا وكأن توجه مراكز الدراسات الغربية نحو الجيش المصرى قد بدأ فى التغير. نشرت دراستان، إحداهما صادرة عن كلية الحرب الأمريكية، والأخرى صادرة عن معهد الدراسات الأمنية التابع للاتحاد الأوروبى حول الجيش المصرى، ودوره فى العملية السياسية، كلاهما من مراكز الدراسات شديدة الأهمية والثقل فى أوروبا وأمريكا، وكلاهما يملك تأثيره على صانع القرار فيهما، وكلاهما أيضاً، كان يظهر محاولة جادة لفهم تفكير المؤسسة العسكرية المصرية، ونوعاً من «التفهم» لطبيعتها وتحركاتها، الأمر الذى يبدو وكأنه يشير إلى نوع من «مراجعة الحسابات»، أو الاستعداد لإعادة النظر فى تعامل الغرب مع تلك المؤسسة التى أظهرت كما ترى الدراستان: «أنه لا يمكن أن يتم تغيير حقيقى من دونها، وأنها لا تقف فى وجه الإصلاح، وإنما تساعد أحياناً عليه».
ملف خاص:
كلية الحرب الأمريكية:القوات المسلحة تعمل فى مناخ شديد الصعوبة والتعقيد
الجيش يتحرك لممارسة دوره "الوطنى" وليس "السياسى"
الجيش يعمل وسط تحديات أمنية تفرض عليه السرية باعتباره فى «زمن حرب»
انتخاب «السيسى» رئيسا يضمن للجيش الحفاظ على استقلاليته
ولاء الجيش للدولة وليس النظام.. و71% من العرب يثقون في قواتهم المسلحة
استمرار الدور السياسي للقوات المسلحة «أمر واقع» لا بد من التعامل معه