"الضاحية".. المنطقة المنكوبة
تجمعات سكنية، تمتد بمحاذاة البحر والطريق الدائري، يتوسطها سوق شعبي، يقطن بها آلاف السكان، فيما تتمركز العديد من الكليات والمدارس، منطقة "ضاحية السلام" بمدينة العريش، التي شهدت مؤخراً تفجيرات عنيفة وجهت من قبل ارهابيين لمواقع عسكرية وشرطية داخل المدينة.
الاسم القديم للمنطقة هو "الأبطال"، لكن الإدارة المصرية اختارت تلك المنطقة، لتكون أول تجمع سكنى يقام على أرض سيناء، عقب تحرير مدينة العريش مايو 1979، كان ذلك في مواجهة الضاحية، فتغير أسمها إلى "ضاحية السلام"، أقامت الدولة من حولها العديد من المنشآت الحيوية ومباني الأجهزة الأمنية بموازاة الطريق الدولي، حيث يقع مبنى محافظة شمال سيناء ومديرية أمن شمال سيناء ومبنى جهاز المخابرات وأمن الدولة، كما أنشأت على الجانب الآخر الكتيبة 101 قوات مسلحة بالإضافة الى المتحف القومي والعديد من الجهات المدنية.
صارت المنطقة مربعا أمنياً لجهات سيادية محصنة، كان يظن السكان أنهم بذلك في مأمن من الإرهاب الذى كان أعلن الحرب على مصر، عقب أحداث 30 يونيو 2013، لكن تزاحم تلك المنشآت الأمنية، هو ما جعلها عرضة دائماً للاستهداف من قبل الجماعات الإرهابية.
يوم الخميس الماضي، وهو ما أطلق عليه إعلامياً بيوم "الخميس الأسود"، يجلس أهالي المنطقة حول أجهزة التلفزيون لمشاهدة مباراة القمة، لكن سرعان ما فوجئوا بوقوع انفجار ضخم، تحولت فيه المنطقة إلى ساحة حرب، صار الرعب يملأ كل بيت في المنطقة، التي استهدف فيها الإرهابيون، كتيبة الجيش 101، وفندق القوات المسلحة ومبنى مديرية أمن شمال سيناء، وهو ما أدي إلى سقوط 30 شهيدًا، وأكثر من 60 مصابا من الجيش والشرطة والمدنيين، كما أحدث خسائر بعدد من المنازل في حي الضاحية.
لم تكن تلك المرة هي الأولى، التي يتعرض فيها أهالي منطقة الضاحية لحادث إرهابي غاشم، في يوليو الماضي، تحديداً في منتصف شهر رمضان الماضي، تعرضت "الضاحية" إلى هجوم بقذائف "هاون"، في محاولة لاستهداف المقرات الأمنية بالمنطقة، لكن وقعت القذيفة على النطاق السكني بالمنطقة، مما أسفر وقتها عن وقوع 8 قتلى و28 مصاب، من بينهم عسكريين وأطفال ونساء من أهالي الحي، عقب الحادث أقام الأهالي نصباً تذكارياً حمل أسم "ميدان الشهيد"، سطروا عليه أسماء من وقعوا ضحية العمليات الإرهابية التي وقعت بالمنطقة.
لم يبق من اسم المنطقة سوى الاسم فقط "ضاحية السلام"، فقدت كل معاني اسمها الجديد بكل ما يحمله من معنى للسلام، لم يعد الأهالي في مأمن مثلما كانوا يظنون، بل أصبح الخطر يحيط بهم في كل لحظة من حياتهم، أصبحت المنطقة مباحة للإرهاب، وتحولت الأرض إلى مدفن لكل من يسكن فيها، فرحل الأشخاص ولا يتبقى سوى الاسم القديم منطقة "الأبطال".