ليبيا.. تكثيف الجهود للحفاظ على سلامة المواطنين وإجلاء 100 ألف منذ عام 2014
الرئيس السيسي كان في استقبال عدد من العائدين من ليبيا
تعد جهود الدولة وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لإجلاء المواطنين المصريين من ليبيا، فى أوقات اشتداد الأزمات، محط اهتمام العالم، فمصر تعتبر من أكبر الدول التى يعمل رعاياها فى ليبيا، كما حرصت على المشاركة بقوة فى تفاعلات المشهد الليبى، لاعتبارات عدة أهمها، الحفاظ على الأمن القومى، لذلك فمنذ اللحظات الأولى كانت مصر دائمة الانخراط فى مسارات الحل وجهود خفض التصعيد بين الأطراف الليبية، جنباً إلى جنب مع مساعيها للحفاظ على أبنائها فى أى مكان.
ومنذ اندلاع الأزمة الليبية وخاصة بعد تفاقم العنف والفوضى فى عام 2014، تعرض المصريون فى ليبيا لمخاطر كبيرة، وأمام هذه الظروف الصعبة، قامت الحكومة المصرية بجهود كبيرة لإجلاء أبنائها من ليبيا، سواء بالطرق البرية أو الجوية أو البحرية، وشاركت فى هذه الجهود عدة جهات حكومية، منها وزارات الخارجية والدفاع والداخلية والصحة والهجرة وشئون المصريين بالخارج، إضافة إلى المؤسسات المدنية والدينية، لتسهيل عملية الإجلاء.
توفير كل التسهيلات للعائدين.. إقامات وتأمينات ومساعدات
ووفقاً لبعض التقديرات، فإن عدد المصريين الذين تم إجلاؤهم من ليبيا منذ عام 2014 يتجاوز 100 ألف شخص، وقد تم توفير كافة التسهيلات، من حيث الإقامات والتأمينات والمساعدات المادية والغذائية والطبية، كما تم تسجيل بياناتهم وإحصائهم لتحديد احتياجاتهم وتقديم الخدمات المناسبة لهم.
وفى عام 2014، بعد تصاعد الصراعات فى ليبيا، أغلقت الحكومة المصرية سفارتها فى طرابلس ونقلت موظفيها إلى تونس، ومنذ ذلك الحين، قامت الحكومة باتخاذ العديد من الإجراءات الدبلوماسية والأمنية لحماية مواطنيها الموجودين فى ليبيا، بما فى ذلك توفير خدمات الإسعاف الطبى والنقل والإيواء والغذاء، وفى عام 2015، أجلت مصر نحو 3000 مواطن مصرى من ليبيا، بعد انتشار تنظيم «داعش» فى بعض المناطق الليبية وتعرض المصريين للخطر، وفى العام التالى، أعادت مصر 30 مواطناً مصرياً كانوا محتجزين فى ليبيا إلى القاهرة، بعد التنسيق مع السلطات المختصة.
وفى عام 2020 قامت الحكومة المصرية بإجلاء العديد من المواطنين المصريين من ليبيا، حيث كانوا يواجهون خطراً كبيراً جراء التصعيد العسكرى الذى كان يشهده البلد فى ذلك الوقت، علاوة على انتشار فيروس «كورونا»، وقد نظمت الحكومة عملية الإجلاء بالتعاون مع البعثة الدبلوماسية فى ليبيا، وتم تنظيم رحلات جوية خاصة لنقل المتضررين إلى مطار القاهرة الدولى.
كما قامت الحكومة بتوفير الرعاية الصحية والإيواء والغذاء للمصريين الذين تم إجلاؤهم، وتقديم الدعم النفسى والاجتماعى لهم للتأكد من سلامتهم، ويعتبر هذا الإجلاء جزءاً من الجهود المستمرة التى تبذلها الحكومة المصرية لحماية المواطنين فى الخارج وإعادتهم إلى بلدهم الأم فى حالات الطوارئ والأزمات، وتتواصل جهود الحكومة المصرية لحماية مواطنيها فى ليبيا، وعملت على تسهيل عودتهم إلى مصر عند الحاجة، بما فى ذلك العديد من عمليات الإجلاء التى تم تنفيذها.
ومن أمثلة جهود الحكومة المصرية، على الصعيد اللوجيستى، إنشاء عدد من المراكز للإيواء فى ليبيا لاستقبال وحماية المصريين العالقين هناك، حيث وفرت هذه المراكز الغذاء والماء والرعاية الصحية والأمنية، وعلى الصعيد الدبلوماسى، أرسلت الحكومة بعثات دبلوماسية إلى ليبيا للتفاوض مع الأطراف المحلية هناك وتوفير الدعم اللازم للمصريين العالقين، كما عملت عبر القنوات الدبلوماسية والتفاوض مع الأطراف المحلية فى ليبيا والأطراف الدولية المعنية، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى والجامعة العربية، لتوفير الحماية للمصريين فى ليبيا وإعادتهم إلى بلدهم.
وعلى الصعيد الدبلوماسى، عملت الحكومة على تعزيز الجهود الدبلوماسية لحماية المصريين فى ليبيا وإجلائهم، ومن أمثلة تلك الجهود التنسيق مع الجهات المحلية فى ليبيا لتوفير الحماية للمصريين، وزيادة التعاون مع البعثة الدبلوماسية المصرية، لتقديم الدعم والمساعدة للمصريين المتضررين، والتنسيق مع الدول الأخرى والجهات الدولية المعنية بحماية المدنيين فى ليبيا، من خلال تبادل المعلومات والتجارب والخبرات فى مجال الإجلاء والحماية، وتوفير الدعم اللوجيستى اللازم للإجلاء، وذلك من خلال توفير الطائرات والحافلات والمواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية وغيرها.
«العناني»: الدولة بذلت جهوداً حثيثة لنقل المصريين العالقين بالأراضي الليبية بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية.. وإعادتهم إلى بلدهم بأمان
وقال أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إنه مع تزايد الأزمات والصراعات نجحت الحكومة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى إجلاء مواطنيها من ليبيا خلال الأزمات الأخيرة، وبخاصة بعد اضطرابات سياسية وأمنية كبيرة، أدت إلى تدهور الوضع الإنسانى فى البلاد وتعرض الأجانب لخطر الاعتداءات والاختطافات، ومنذ العام 2014، بدأت حكومة الرئيس السيسى جهوداً لإجلاء المصريين العالقين فى ليبيا وإعادتهم إلى بلدهم بأمان.
واستشهد «العنانى» بعام 2015 عند تصاعد الأعمال العدائية، ما دفع الحكومة المصرية لتسريع إجراءات الإجلاء، وبعد تحركات دبلوماسية مكثفة، تمكنت الحكومة من إجلاء أكثر من 25 ألف مواطن من ليبيا خلال فترة وجيزة، وفى عام 2019، شهدت ليبيا موجة جديدة من الاضطرابات، وقامت الحكومة بتكثيف جهودها لإجلاء المواطنين العالقين، ونتيجة لذلك، تم إجلاء أكثر من 14 ألف مصرى من ليبيا فى غضون أسابيع قليلة، وتم نقلهم بسلام إلى مصر، وتابع أن تلك الجهود الحثيثة تأتى فى إطار اهتمام الرئيس والحكومة وسعيهما الدائم لحماية المواطنين المصريين فى أى بلد.