سياسيون ومثقفون: مصر تحركت لإجلاء مواطنيها من السودان في الوقت المناسب
رئيس اتحاد الناشرين: الرئيس ينتهج سياسة حكيمة في التعامل مع الأزمات
حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق
أشاد عدد من الشخصيات العامة والمثقفين بتعامل الدولة فى خطة إجلاء المصريين من الأراضى السودانية، مؤكدين أن إتمام الإجلاء بخطة مُحكمة تضمن أمن وسلامة العائدين أمر يؤكد كفاءة تعامل الجهات المعنية مع هذه القضية.
«العرابي»: لا توجد سفارة في العالم تمكنت من إجلاء رعاياها بقدر أعداد المصريين العائدين
وقال السفير محمد العرابى، وزير خارجية مصر الأسبق، إن قرار إجلاء المصريين من السودان صائب تماماً وتم اتخاذه فى أنسب توقيت، موضحاً أن الدولة المصرية تعمل على إجراءات تنفيذية مهمة -سواء من خلال وزارة الخارجية أو مختلف الأجهزة المعنية- مناسبة للموقف الذى يعيشه المصريون هناك.
وأضاف «العرابى»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الوضع فى السودان فى الفترة الراهنة مأساوى، مؤكداً أنه لا يوجد ماء للشرب، ولا كهرباء، ولا دواء، ولا إنترنت، ولا خطوط اتصال للهواتف المحمولة، إذ إن الأجواء هناك غير مستقرة وبها رصاص طائش بين طرفى النزاع.
وقدم وزير الخارجية الأسبق نصائح للمصريين القاطنين فى السودان فى ظل التوترات الراهنة، ممثلة فى التحرك بحذر، والتوجه لنقاط التجمع التى حددتها السفارة المصرية فى الخرطوم، للحصول على التأمين الكافى خلال إجلائهم سواء عن طريق البر أو البحر أو الجو، وسرعة التواصل مع الأرقام والخطوط الساخنة التى أعلنت عنها وزارة الخارجية والسفارة المصرية فى السودان، لأن عملية الإجلاء تتطلب تنظيماً دقيقاً جداً.
«النمنم»: كلنا ثقة في الرئيس السيسي وقدرته على ضمان أمن وسلامة مواطنينا الموجودين بالأراضي السودانية
وقال الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة الأسبق، إن الدولة المصرية دائماً ترعى مواطنيها فى كل مكان، وهذا موضع اهتمام شخصى للرئيس عبدالفتاح السيسى.
وأضاف «النمنم»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ توليه الحكم أسس وزارة شئون المصريين بالخارج، مؤكداً أنه لأول مرة فى مصر توجد وزارة متخصصة لشئون المصريين فى الخارج، بجانب عمل وزارة الخارجية والوزارات المختصة، وهذا يدل على أن الملف الخارجى محط اهتمام للرئيس.
وتابع وزير الثقافة الأسبق أنه عندما حدثت الأزمة الروسية - الأوكرانية، جميع أبناء الدولة المصرية عادوا سالمين وبهدوء شديد، مؤكداً أن الدولة المصرية نجحت فى أن تعيد كل أبنائها فى أوكرانيا فى ظروف الحرب القاسية، والبعد الجغرافى بين مصر وأوكرانيا، وأنه عندما حدثت أزمات فى أفغانستان رغم ظروف الإرهاب والظروف القاسية هناك، نجحت الطائرات المصرية فى أن تستعيد المصريين من أفغانستان.
وفيما يتعلق بالسودان، أكد الكاتب «النمنم»: «كلنا متأكدون أن الرئيس السيسى لم يترك مواطنين مصريين أياً كان عددهم فى السودان دون ضمان سلامتهم».
وأشاد بدور وزارة الخارجية فى بث روح الطمأنينة بين المصريين بالسودان، من خلال توجيهها لنداءات كثيرة، وأرقام تليفونات، للتواصل بشكل مستمر مع القنصليات المصرية فى السودان.
وقال سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين ورئيس مجلس إدارة دار المعارف، إن ما فعلته الدولة المصرية فى تدخلها السريع لعودة العالقين فى السودان أو فى استكمال عودة المتبقى منهم هو شىء طيب وهو ليس جديداً على الدولة المصرية فى معالجاتها للقضايا العامة وحرصها على حماية المواطن المصرى فى أى مكان.
وأضاف رئيس اتحاد الناشرين، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن هذه ليست المرة الأولى التى تقوم فيها مصر بإجلاء أبنائها من دول قد أصيبت بكوارث أو حروب وما أدل على ذلك مما حدث فى أوكرانيا بعد اندلاع الحرب بينها وبين روسيا وأيضاً فى ليبيا، وهذه هى السياسة التى ينتهجها الرئيس عبدالفتاح السيسى لإيمانه بأهمية المواطن فى بلده ولبلده.
وقال الدكتور زين عبدالهادى، مدير مكتبة العاصمة الإدارية، إن تحركات الدولة المصرية فى ملف السودان تتصف بالدقة والحكمة، فيما يخص إجلاء رعاياها أو فى التعامل مع الأوضاع الشائكة والضبابية فى البلد الشقيق، مؤكداً أنها تحركات تتم وفق حسابات كثيرة جدا بلا شك عند الخارجية المصرية.