حماتي لا تنام
منذ أن قدمت حماتي من عند ابنها من أحد البلاد العربية، الذي يعمل فيه وهي لا تنام، ربما تنام ساعات قليلة، في غفلة منا ونحن بالعمل أو ما شابه ذلك.. لا ضرر من عدم نومها على الإطلاق، فتلك حريتها الشخصية لكن أن تلزمنا جميعًا بالسهر معها بحجة أن السهر يحب اللمة، وتتناسى أن عيالي ورائهم مدرسة ودروس خصوصية إلخ.
لا يهمها أن أتأخر عن عملي ما دام عنصر اللمة تحقق وقت السهرة.
لم أجد بدا من استشارة طبيب العائلة حتى تنام حماتي العزيزة والتي اعتبرها في منزلة أمي (هناك كثير لا يصدق تلك المثالية).
وقمت بإعداد كوب من الشوكولاتة الساخنة وقد أضفت إليها قرصًا من المنوم ، نامت حماتي إحدى عشرة ساعة كاملة وهذا يحدث لأول مرة في حياتها، العجيب أنها استيقظت بكامل صحوها ووعيها وظلت ساهرة لمدة ليلتين متتاليتين، وحكمت على السهر معها رغم التعب والإرهاق الذي أعاني منه طيلة اليوم.
ونصحني الطبيب بعدم إعطاء حماتي المنوم لأكثر من أسبوع حتى لا تعتاد عليه، لا أدري ماذا أفعل معها وهي تصر على وجودي بجوارها وهى تتابع الأفلام والبرامج بالتلفزيون.
الذى يغيظ أنها تحب النوم بفترة النهار وتستمتع به مثل الأطفال الصغيرة، لذلك لجأت إلى حيلة قديمة تعلمتها من جدتي حيث ألزمتها بالاستيقاظ طوال النهار من خلال لعب أطفالي حولها بصوت مرتفع وإشراكها في مساعدتي وأنا أجهز الغداء.. نجحت الحيلة حتى طلبت حماتي الرحيل بسبب الأشغال الشاقة- على حد وصفها – التي تعانيها في بيت ابنها العامر!