رحيل «أم موسى» التى أزعجت العدو الإسرائيلى
توفيت أمس المناضلة سالمة شميط السواركة عن عمر يناهز التسعين عاماً، وهى والدة المجاهد السيناوى الشهير «موسى الرويشد» الذى نسف أكثر من ثلاثين مستودعاً للذخيرة فى إسرائيل بواسطة الألغام أثناء معارك أكتوبر 1973. تمثل «سالمة» أو «أم موسى»، كما يلقبها أهالى محافظة شمال سيناء، رمزاً من رموز المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلى، فبعد أن فقدت زوجها فى أحد التفجيرات، دفنته بنفسها على أثر انفجار لغم، ثم تعهّدت بتكملة مشوار زوجها النضالى وتحشد الهمم فى ابنيها «محمد وموسى» وتتلقى الضربة الثانية فى ولدها «محمد» الذى سقط شهيداً أثناء تركيب أحد الألغام ضد قوات الاحتلال، آنذاك.
فلم يبقَ لها سوى وليدها الوحيد «موسى» وابنتها «مريم»، فتعلمت فك الألغام وتركيبها واستطاعت من خلال ذلك مساعدة ابنها «موسى» فى فك الألغام من الصحراء، لتقوم بنقلها بعد ذلك على بهيمتها إلى مكان يحدّده ابنها ليقوم بتركيبه أمام الجنود الإسرائيليين، مما أرهق القوات الإسرائيلية لأكثر من عشر سنوات، حتى بعد حرب أكتوبر 1973. تم دفن «أم موسى» فى مسقط رأسها بقرية الخروبة، على يد ابنها المناضل «موسى»، ولم تشهد الجنازة أى مظاهر وداع من رموز القبائل، نظراً للحالة الأمنية التى تشهدها المنطقة.