حظ كريم وفاطمة من الحياة السكر والصرع وليالي الجوع.. والسبب وراثة
قدرها جعلها زوجة لرجل يكبرها بـ11 عاماً، يعيش برفقته والده وشقيقته المصابان بالصرع، حيث قررت نجية أن تساعد شريك حياتها عوض في رعاية عائلته، وتؤسس أسرة سعيدة رغم إصابتها بداء السكري.
[SecondImage]
لم تمض 8 سنوات على الزواج السعيد الذي أثمر 3 أبناء هم بسمة، وفاطمة وكريم، إلا وكان الحظ العثر حليفاً لنجية كامل، 29 عاماً، فأطفالها الثلاثة بدلاً من أن يرثوا عن أبويهما الخصال الحسنة أو الطباع، ورثوا المرض بالمناصفة بين عائلة الأب والأم، "ابني كريم أول من أول ما اتولد وهو عيان بالسكر، وبنتي فاطمة اللي مكملتش 6 سنين عندها داء الصرع زي جدها، حتى أبوهم سندي في الدنيا وقع من على السقالة واتكسر، مين يصرف على علاج عيالي؟ وجوزي بقى معاق ومش نافع له شغل"، جزء من حياة شاقة باتت تعيش فيها السيدة التي لم تكمل عقدها الثالث، وسط أسرة مريضة، وهي على رأسهم، "مبقتش لاقية تمن حقن الأنسولين ليا ولا لابني، ولو فاعل خير جبهالي بحوشها عني عشان خاطر كريم بتجيله غيبوبة وبيروح عن الدنيا"، وفق قولها.
أكثر ما يحزن نجية مأساة ابنتها الوسطى فاطمة، 6 سنوات، بسبب نوبات الصرع، التي لم تكن تتوقعها الأم المكلومة إلا لحظة خروج ابنتها عارية إلى الشارع في حالة هياج، "الدكاترة في البلد قالولي محتاجة دكتور مخ وأعصاب وأدوية ياما، وأنا مش قادرة ألاحق عليها وعلى علي ابني وجوزي المريض".
لا تكتمل رحلة الشقاء إلا بعبارة "جعانين يا ماما" من أبنائها الثلاثة، فيعتصر فؤاد نجية وتخرج بعدها باكية تطلب الإحسان من زبائن القهوة القريبة من مسكنها وجيرانها، بسبب ضعف حيلتها التي زادت بتحول الزوج الفواعلي إلى عواطلي، تاركاً لها "الجمل بما حمل"، وتقول "نفسي حد يحس باللي أنا فيه، لا معانا تمن إيجار البيت، والنور انقطع علينا، حتى اللقمة يوم بنلاقيها وعشرة لأ.. نفسي عيالي يبقوا بصحة كويسة ويلاقوا العلاج".