العائدون من الغيبوبة آخرهم «ميريم».. تشبثوا بالحياة على حافة الموت
صورة تعبيرية - عائدون من الغيبوبة
كانوا هنا وفجأة غابوا؛ ليس غيابا بأجسادهم وإنما غياب بأرواحهم وإدراكهم، يتسللون بين أصابعك كالماء تاركين أهلهم في ألم المجهول، ثم ما أن يفقدوا الأمل حتى يعودون مجددين معنى الحياة.
هذا هو ما فعله العائدون من الغيبوبة، فبين إدراكهم لما يحيط بهم وما به من عيبوبه حكايات حكاها الأهل والأصدقاء ملؤها الألم والوفاء.
حكاية ميريم
قبل قرابة 4 أعوام كانت «ميريم» على موعد مع حادث غيّر حياتها رأسًا على عقب، أخرجها من الحياة وأعادها بعد رحلة مليئة بالعمليات المعقدة وجلسات التأهيل.
عادت الفتاة العشرينية من الموت متحدية مواجهة بكل قوة، أجزم الأطباء باستحالة عودتها ولكنها قاومت وحققت مرادها، خاصة بعد شهرين من الغيبوبة.
عادت وكأنها ولدت من جديد، بعد حادث سير وقع لها بعد تخرجها من الثانوية العامة، وبعد احتفال عائلي بسيط اصطدمت السيارة التي تقلها برفقة أصدقائها بلوحة إعلانية على الطريق أدت لانقلاب السيارة، حسبما أوضحت والدتها رشا جورج في حديث سابق لـ«الوطن».
أخبرها المارة أن ابنتها في حالة إغماء ولم يخبرها أحد الحقيقة، إلا ما رأهته من هول فور رؤية ابنتها في راقد في بركة من الدماء، ومن الأرض إلى المستشفى ثم غرفة العمليات التي أجريت لها فيها عدة عمليات انتهت بغيبوبة استمرت شهرين، ثم الاستيقاظ منها وكأنها تتعلم كل شيء من جديد، بألم شديد في كل جسدها وجلسات علاج طبيعي مستمرة.
هيثم يعود من الشلل النصفي
شاب في مقتبل العمر يعيش حياة هادئة رفقة أسرته، إلا أنه سقط على ظهره فدخل في غيبوبة لمدة شهرين، استيقظ منها فاقدا الحركة مصابا بالتهاب شديد في النخاع الشوكي، تسبب له في شلل نصفي أقعده في منزله مكتئبا قرابة العام ونصف.
وبعد ذلك رغب في الحياة من جديد ومن خلال جلسات العلاج الطبيعي في حمامت السباحة فكر في ممارسة الرياضة، ليصبح بعد ذلك بطلا رياضيا في الترايثلون، أي رياضة السباق الثلاثي من سباحة وركوب الدراجات والانتهاء بالجري.
بطل العالم يعود من غيبوبة
بطل العالم في كرة السرعة عام 2008، وبليلة تسرب إلى قلبه الحزن لخروجه من تصفيات اللعبة، ذهب إلى منزله وقرر الاستحمام، ليتسرب من السخان غاز أول أكسيد الكربون الخانق فيسقط مغشيا عليه، ويدخل في غيبوبه لمدة 3 أيام يستيقظ منها فاقدا للذاكرة تماما.
وشيئا فشيئا يعود للحياة، ليدخل بطولة الجمهورية بعد 5 أسابيع من الحادث والمفاجأة أن يفوز بالمركز الثاني في بطولة الجمهورية، إلا أن الإصابة غيرت مجرى حياته، فكان ينسى كل شيء بسرعة مما دفعه لترك كلية الهندسة والالتحاق بكلية الإعلام لدراسة التسويق.