غموض حول مصير المفقودين ورحلة البحث مستمرة
وسط حالة من الغضب والحزن الذى يكسو الوجوه، احتشد المئات من أهالى ضحايا «المفقودين» وأعضاء رابطة ألتراس «وايت نايتس»، صباح أمس، أمام مشرحة زينهم لمعرفة مصير ذويهم إذا ما كانوا أحياء أم أمواتاً بعد أحداث استاد الدفاع الجوى التى راح ضحيتها أكثر من 22 مشجعاً، وسادت حالة ترقب انتظاراً لكل جثمان يعلمون أنه فى طريقه إلى المشرحة، يدعون الله ألا يكون لأحد من أقاربهم. لا يغادر الأهالى ساحة المشرحة فى انتظار وصول جثامين جديدة على أمل التعرف على ذويهم المفقودين، بعد رحلة بحث بين أقسام الشرطة والمستشفيات وسؤال الأصدقاء والأقارب. ويقول محمود سالم إنه موجود لمعرفة مصير شقيقه وائل سالم، الطالب الجامعى، بعد أن علم أن عشرات من المقبوض عليهم جرى وضعهم فى حجز قسم شرطة القاهرة الجديدة، لينتهى به المطاف أمام مشرحة زينهم، وبعد فشله فى العثور على شقيقه مصاباً داخل المستشفى أو مقبوضاً عليه بمعرفة قوات الأمن. «يا رب جثته ما تيجى، علشان يفضل عندى أمل إنه لسه حى»، كلمات ممزوجة بالبكاء، يقولها الأب الستينى الذى يكسو الشيب رأسه، محدثاً نفسه بصوت مرتفع، يحاول نفر من المحتشدين أمام المشرحة تهدئته، طالبين منه الجلوس للاستراحة، ليؤكد لهم: «أنا مش هستريح إلا لما أعرف هو فين، حى ولا ميت». يحاول المحتشدون التخفيف من ألم أهالى المفقودين ومواساتهم، قائلين: «طالما جثته مش موجودة يبقى لسه عايش، انت المفروض تحمد ربنا»، جملة تتكرر بين الحين والآخر أثناء ساعات الانتظار التى يتمنى أهالى المفقودين أن تنتهى بمعرفة مصير أبنائهم كما يقول والد أحد المفقودين «يا رب أعرف مكانه بس». الدكتور أحمد سعد، مدير مكتب صحة زينهم، يؤكد أن المشرحة وصل إليها 19 جثماناً حتى الآن خرج منها 18 جثة ليلة الحادث فجر أمس، حيث بدأ الأهالى التعرف على ذويهم وتسلم جثثهم، باستثناء جثة واحدة لشاب يبلغ من العمر 19 عاماً يُدعى عبدالرحمن الشاذلى من منطقة عين شمس، تسلم والده جثمانه ظهر أمس، موضحاً أنهم فى مكتب الصحة أو المشرحة ليس لديهم علم حتى الآن عن وصول جثث أخرى، نافياً علمه بمكان وجود الجثامين الثلاثة الأخرى المتبقة من تعداد الضحايا الذين أعلنت وزارة الصحة أن عددهم 22 قتيلاً، موضحاً أن سبب وفاته هو ضيق فى التنفس، وأن جسمه خال من أى آثار لطلقات الخرطوش.