"ليانج وجو".. روميو وجوليت الصين
تعتبر "روميو وجوليت" من أعظم أعمال الكاتب الإنجليزي وليام شكسبير، كما أن البعض عدها من الكلاسيكيات العالمية التي تحولت إلى مسرحيات وأفلام قديمًا وحديثًا، وتُرجمت إلى الكثير من لغات العالم، حتى أصبح أي شخص عاطفي أو مغرم يشار إليه باسم روميو وكذلك الحال بالنسبة لجوليت، ومن المتعارف عليه أن ما يماثل تلك القصة في الأدب العربي هي قصة "مجنون ليلي"، التي تعرف عند الكثيرين بــ"قيس وليلي"، وكان للأدب المصري حظ من تلك القصة أيضًا فقد ظهرت في الأدب المصري شخصيتي "حسن ونعيمة"، التي تجسدت في أحد أفلام السينما المصرية، ولكن من هم روميو وجوليت الصين؟.
يعد "ليانغ وجو" هما روميو وجوليت الصين، وهما شخصيتين مشهورتين لدى الصينيين، تعبر قصتهما عن معاناة رومانسية عاشها الاثنين، تنتهي بموت كلاهما، حيث تدور أحداث هذه القصة حول فتاة تدعي "جو" كانت تعيش زمان أسرة جين الشرقية، أحد الأسر التي كانت تحكم الصين قديماً، كانت "جو" تحلم أن تخرج لطلب العلم، ولكن في بادئ الأمر رفض والدها ذلك، ثم وافق بعد أن اقنعته بحيلة منها.
التقت "جو" بــ"ليانج" في هانجتسو، حيث قصدها كلًا منهم لطلب العلم، في البداية كان "ليانغ" يهتم بـ"جو" ويراعاها كصديقة عزيزة، ثم أصبح كأخته، ومع مرور الوقت لم تستطع "جو" نفسها من حب ليانج، فقد وجدت فيه الأخلاق الحميدة، والعمل الدؤوب، وغيرها من صفات فارس أحلامها، مرت السنوات، وفجأة وصل إلى "جو" خطاب من أسرتها يطلبون منها العودة نظرًا لمرض والدتها، فلم تملك فعل شيء سوى وداع "ليانج" والرحيل، شعر "ليانج" بالحزن لأنه لم يكن يقدر على فراق "جو"، حاولت "جو" بكل الوسائل أن تظهر لليانج حبها أثناء وداعها له، لكنه لم يدرك ذلك، فاضطرت "جو" إلى أن تكذب عليه وتخبره بأن لها أختًا تريد أن تزوجها له، فهي تشبها في كل شيء حتي الملامح، تهلل قلب ليانج، ووافق على الفور، فانتهز الفرصة وذهب إلى بيت "جو" ليطلب يد أختها، ولكنه عندما وصل اكتشف أن أخت جو هي "جو" نفسها، فشعر بسعادة بالغة لذلك، لأنه كان يحب "جو" أيضًا.
إلا أن دومًا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد كان السبب الرئيس في طلب أسرة "جو" عودتها لم يكن لمرض والدتها، وإنما كان بسبب أن والديها أرادا أن يزوجوها لابن حاكم القرية، وهو ما دفع والديها إلى رفض طلب "ليانج" للزواج منها، فمصيرها أن تتزوج ابن حاكم القرية، لأنها حتى وإن رفضت فقد أصر والديها على ذلك، خرج "ليانج" يشعر بيأس وحزن عميق، ولم يكن له حول ولا قوة، فاكتئب وأصابه المرض حتى مات.
وصل ذلك النبأ المشؤوم إلى "جو" في يوم زفافها، فهرولت مسرعة إلى قبر "ليانج" تاركة كل شيء خلفها، ثم جلست أمام قبر ليانج وانهمرت في البكاء، حتي عصفت الرياح، وأمطرت السماء، وانشق قبر ليانج، فأسرعت بالنزول فيه حتى انغلق عليها، وبعد ذلك أبرقت السماء، ومن ثم ظهر قوس قزح، وخرجت من القبر فراشتين جميلتين يطيران جنبًا إلى جنب وكأنهما يتراقصان في الهواء، ويعتقد الصينيون أن تلك الفراشتين هما روح "ليانج" و"جو" التي لم تفترقا بعد ذلك أبداً.
وتحولت هذه القصة بعد ذلك إلى مقطوعة صينية شهيرة تعزف بآلة الكمان تسمي "ليانج وجو" تعبر عن قصة حبهما الخالدة.