مصر وإفريقيا.. حضور تاريخي ومستقبل مُبشر (ملف خاص)
حضور تاريخي ومستقبل مُبشر لمصر في القارة الأفريقية
على مدى السنوات السبع السابقة، حرصت مصر على تأكيد هويتها المنتمية إلى القارة الأفريقية، وألا يقتصر ارتباطها بالقارة السمراء على التاريخ والجغرافيا فحسب، وهو ما ترتكز عليه رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى لصياغة خريطة مستقبل القارة بخطط واقعية طموحة. وتكامل هذا التوجه الذى اعتمدته القيادة المصرية مع الجهود الدبلوماسية، وهو ما تعكسه رمزية أول وثانى دولتين يزورهما السيسى بعد توليه رئاسة مصر، وهما الجزائر وغينيا الاستوائية.
تطور كبير في العلاقات الاقتصادية والسياسية بين «القاهرة» ودول القارة في السنوات السبع الماضية
إقامة علاقات متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لكافة الدول حول العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، مع إعطاء أولوية للانتماء الإقليمى، أفريقياً وعربياً، هى المبادئ الكبرى التى عملت مصر فى إطارها لاستعادة مكانتها الدولية والإقليمية منذ عام 2014. ولم ينفصل ذلك عن اهتمام رئيسى لمصر بقضايا التنمية وتحسين الأحوال المعيشية للمواطن الأفريقى، من خلال تنفيذ مصر مشروعات تنمية كبرى فى عدة دول، فضلاً عن تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، حتى وصلت قيمة التجارة البينية، على سبيل المثال، بين دول الكوميسا إلى 13 مليار دولار. ويعود الفضل فى هذا التوجه إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى رسم سياسة خارجية تقوم على مجموعة من الثوابت والمحددات، أبرزها العمل بالوسائل السلمية والسياسية، بعيداً عن الصراع والحروب والتهديدات، وإشعال الفتن والحرائق بين الدول أو داخل دول أخرى. مصر انتهجت سياسة تقوم على الالتزام الكامل بالقوانين الدولية، خصوصاً القانون الدولى الإنسانى، والبحث عن مساحات التعاون واستكشاف الفرص مع دول وشعوب أخرى، ودعم ومساعدة الدولة الوطنية، خصوصاً فى أفريقيا، بهدف حماية الأمن القومى المصرى أولاً، ثم تعزيز العلاقات المصرية مع الأشقاء الأفارقة، والمجتمع الدولى، وهو ما أثمر ترسيخ حضور مصر فى كل الملفات الأفريقية.