أول مصرية تفوز بجائزة «ريد دوت العالمية» في التصميم: استلهمت عملي من حضارتنا القديمة (حوار)
زهراء الشافعي الفائزة بجائزة «ريد دوت» العالمية للتصميم
دراستها بكلية الفنون التطبيقية مصادفة ساقها إليها مجموعها بالثانوية العامة، لتفوز بعدها بجائزة «ريد دوت» العالمية للتصميم كأول مصرية تحقق هذا الإنجاز.
تقول زهراء الشافعي، الفائزة بجائزة «ريد دوت» العالمية للتصميم، إن الجائزة من أهم الجوائز العالمية في مجال التصميم إن لم تكن أهمها، فموطن الجائزة ألمانيا ولها موقع في سنغافورة، وكذلك لها متحف في ألمانيا وآخر بسنغافورة، «أشعر بسعادة بالغة، فالجائزة من أصعب الجوائز في هذا المجال والفوز بها ليس سهلا».
«زهراء» التي تخرجت في كلية الفنون التطبيقية بجامعة دمياط، بقسم تصميم داخلي وأثاث، دفعة 2016، وجدت ضالتها في هذا المجال، واكتشفت موهبتها فيه منذ صغرها، فتوضح في حوارها مع «الوطن» أنها منذ صغرها كانت تصنع «ماكيتات» أثاث وماكيتات لألعابها بالكرتون، رغم أنه لا أحد من أسرتها يعمل بمجال الأثاث في المحافظة المشهورة بهذه الصناعة، «ربما تكون هذه البداية التي ولدت هذا الحب بداخلي، رغم أن السنين أنستني هذا الأمر تماما، إلا أننا تذكرته وأنا بالجامعة في أول مرة رأيت فيها هذه الماكيتات الصغيرة».
اكتشفت ابنة دمياط نفسها بالكلية، والتي كانت شغوفة فيها بقسمين هما التصميم الداخلي والأثاث وقسم السينما، إلا أن جامعة دمياط لم يكن بها إلا قسم التصميم والأثاث فقط فتخصصت به وأبدعت.
تقول «زهراء» إنها منذ عامها الأول بالكلية وقبل التخصص وهي على يقين أنها تحب العمل على الأثاث، رغم أن مجال عملها أسرتها متجذر في التربية والتعليم وكذلك مجال الإعلام أكثر من الأثاث، الذي ربنا يفهمون به بقدر ليس كبيرا.
استوحت المصممة تصميمها من الكرسي المصري القديم، وخصوصا كرسي الملك «توت عنخ أمون» بل وأطلقت على تصميمها اسم «توت» وظلت تعمل عليه 7 أشهر واستخدمت خامات مصرية خالصة، «أحب التاريخ المصري، ودفعني إلى النظر إلى تاريخنا الورشة التي حضرتها بتنظيم من الدنمارك، فهم يستلهمون صناعة الأثاث لديهم من التاريخ المصري القديم، وعرفوا من خلاله كيف يطورون هذه الصناعة، من خلال البناء على تصاميم مصرية خالصة».
الاستلهام من الحضارة المصرية
حاولت «زهراء» معرفة كيفية استلهام هذه التصاميم من الحضارة المصرية القديمة، وساعدتها الورشة في الوصول إلى مبتغاها وصولا إلى درجة من الاتقان جعلتها تفوز بالجائزة، كما طورت من أسلوب عملها نفسه واستلهامها من التصميمات المصرية القديمة.
اهتمت في أثناء دراستها في الكلية من المواد الخاصة باستلهام التصميمات من التاريخ المصري، وترى أن طريقة تفكيرها في البداية كانت بدائية لكن المثابرة أوصلتها إلى وضع تصميم لكرسي مستلهم من كرسي الملك توت الذي يعود إلى عام 1250 قبل الميلاد.
توضح «زهراء» أن الكرسي لم يدخل مرحلة الصناعة بعد، ولكنها أجرت عليه اختبارا في أحد المصانع بمواد خام من المصنع، ونجح نجاحا كبيرا.
وتعمل حاليا على مشروع بالتعاون مع بعض زملائها للنهوض بصناعة الأثاث في دمياط، «أعمل حاليا بالتعاون مع فريق من الأصدقاء على كيفية تطوير الصناعة بدمياط، ووضع أيدينا على الأزمات التي تواجه الورش، سواء في التصميم أو التصنيع أو البيع، فنحتاج إلى إعادة مصر ودمياط بشكل خاص إلى مكانتها في هذه الصناعة».
لجنة تحكيم الجائزة لا تعرف أي شيئا عن شخصية المتسابق
المصممة الشابة تؤكد أن لجنة تحكيم الجائزة لا تعرف أي شيئا عن شخصية المتسابق أو جنسيته بل يقيمون العمل بكل تجرد، «طوال الوقت يبحثون عن الابتكار في التصميم وجودته، وهو مضمون الشهادة التي أرسلوها إليّ وحيثيات فوزي، المبني على أساس الجودة التي وجدتها اللجنة في تصميمي، لذلك فزت بالريد بوت»، والتي ستتسلم جائزتها في شهر سبتمبر المقبل في حفل بقاعة بمتحف «ريد دوت» بسنغافورة.
تتمنى أن تعود صناعة الأثاث في دمياط إلى ما كانت عليه، وأن يهتم الصناع باستلهام التصاميم من المصري القديم: «أغلب التصميمات الدنماركية مستلهمة من المصرية القديمة»، فلا ترى أن الاستلهام يتلخص في الزخارف والألوان الموجودة على جدران المعابد فقط، لأن أعمال القدماء أكبر وأثرى من ذلك، لأن المصري القديم كان يعي الخامة والتركيبات وكان يطبقها في أعماله، للوصول إلى أفضل تصميم ممكن»، كما تتمنى أن تكون قصتها ملهمة للشباب.