يحل علينا عيد الأضحى المبارك، ويسارع المصريون في إعداد الأكلة الأشهر على الإطلاق في العيد وهي الرقاق، مع إضافة اللحم المفروم وبعض «التحبيشات»، حتى تخرج لنا الأسرة المصرية «صينية الرقاق باللحم» التي تغذي العين قبل المعدة.
العجين والخبز من مائدة الطعام المصري القديم
الدكتور بسام الشماع، المؤرخ والمحاضر الدولي، يقول إنّ العجين بمختلف صوره التي يخرج منها الخبيز ثم استخراج أرغفة الخبز مختلفة السُمك والأحجام والأشكال، ارتبطت بمائدة طعام المصري القديم عن طريق الشعير والقمح اللذان كانا يجري طحنهمها في الرحاية، وهي عبارة عن دائرة من الحجر الصلد وفوقها حجر من الجرانيت وبها يد من الأعلى، يوضع بداخلها الشعير والقمح ويتم تحويله وطحنه وجرشه إلى دقيق، ومن الدقيق يبدأ صنع العجين المتخمر وغير المتخمر.
وأضاف «الشماع» في حديثه لـ«الوطن»، أنّ المصري القديم كان يصنع الطحين من بعض البذور مثل «حب العزيز» من خلال تجفيفها وضربها بالعصيان، وتحويله إلى دقيق ووضعه في الفرن وتحليته بالعسل ليخرج هذا الخبز المُحلى: «الشطائر فكرة مصرية قديمة بامتياز».
وفي نص لـ هيروديت، قال عن أكلات المصريين القدماء، إنّهم يأكلون أرغفة الخبز وبعض الأسماك نيئة أو مجففة في الشمس أو مملحة، كذلك يأكلون القواقع غير المطبوخة والبط والعديد من الطيور الصغيرة بعد نقعها في الماء والملح، وأيضًا أنواع أخرى من الطيور والأسماك المسلوقة ومشوية وباستثناء ما يعتبرونه مقدسًا.
المصري القديم يحب الحلويات
ويتداول البعض أنّ الرقاق هي أكلة تركية يعود أصلها إلى مطبخ الحقبة العثمانية، فهو يصنع من الدقيق والملح على شكل دائري، ويجري فرده على قطعة معدنية كبيرة ساخنة تسمى الصاج، إلا أنّ الرقاق عندما وصل إلى مصر تحوّل من أكلة بسيطة إلى وجبة دسمة من خلال إضافة اللحم المفروم والسمن إليه، ووضعه في الفرن، كما أنّ البعض يُفضل تناوله مُحلى بعد تكسيره في طبق ممتلئ باللبن مع قطعة من السمن.
ويقول الدكتور بسام الشماع، إنّ المصري القديم يحب الحلويات إلا أنّه لم يعرف السكر الأبيض، لكّنه استخدم التين والبلح والعسل في التحلية.
تعليقات الفيسبوك