هروب عجل العيد - أرشيفية
مشاهد من الكرّ والفرّ بين المواطنين والماشية، تشهدها شوارع القاهرة والمحافظات بدءًا من أول أيام عيد الأضحى المبارك، خاصة البقر والعجول التي كانت تنتظر دورها لتكون أضاحي، ودائمًا ما تحصد مقاطع «العجول الهربانة» التي يتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال أيام العيد لهذه الأضاحي أثناء إفلاتها وهروبها من أصحابها، آلاف المشاهدات، وتتصدر قائمة الأكثر تداولًا عبر المنصات الشهيرة.
سر «العجول الهربانة» التي تملأ الشوارع خلال أيام العيد، كشفها الدكتور محمد يوسف، مفتش أول بإدارة التفتيش والرقابة على اللحوم بمديرية الطب البيطري بالجيزة سابقًا، لافتًا إلى أنّ تغيير مكان تربية الأضحية يكون عاملًا رئيسيًا في إثارة استفزازها وهروبها من أصحابها في الشوارع: «الدبيحة وقتها بتكون متعصبة شوية، وخاصة إنّها بتبقى قاعدة في زرايب متقفلة فـ لما بتركب العربية وتشوف الناس والزحمة بتتنرفز وتطلع تجري».
هروب العجول من أصحابها وقت الأضحية تتسبب في خسائرة عديدة في الأرواح والممتلكات نظرًا لاندفاعها بقوة وأيضًا طبيعتها الشرسة التي تحتاج إلى جزار مُدرب للتعامل معها وربطها بآلية خاصة حتى لا تفلت وتهرب، يقول الخبير البيطري لـ«الوطن»: «حتى في المجزر لما الدبيحة بتنزل من العربية لو مش ماسكينها كويس ممكن تهرب وتعور حد، لأن ليها طريقة وآلية مخصوصة عشان يتحكموا في الحيوان».
ومن بين أسباب هروب العجول أيضًا وقوعها في يد غير المؤهلين والمدربين للتعامل مع الأضحية، ولا يمتلكون الخبرة السابقة في التصرف بهذه المواقف، إذ يتسبب هؤلاء بحسب الدكتور محمد يوسف في إهدار الجلد واللحم: «الناس دي بتتسبب في بهدلة الجلد ولما ييجي يدبح بيهدر في الدبيجة واللحمة بتكون لازقة في العضم ومبيقطعهاش بالطريقة السليمة ومبيتعاملش مع الدبيحة بطريقة سليمة سواء في الدبح أو التقطيع».
ومن بين الشروط الصحيحة عند النحر إراحة الحيوان، وعدم تعريضه لمشاهد الدماء والأدوات الحادة قبل نحره، لأنّ ذلك يؤدي إلى استفزازه وبالتالي هروبه من صاحبه، ما يؤثر أيضًا على عملية النحر الصحيح التي تستلزم النزف الكامل أي خروج الدم بالكامل من الأضحية: «لما بيحصل نزف كامل اللحمة بتبقى حمراء وفيها طراوة ولو فيها أي أحماض تطلع، لكن لما بيشوف أي مناظر مش مظبوطة أو لما بيبذل مجهود كبير أو يتعامل معاملة وحشة زي أنّ حد يخرمله عينه أو يعرقبه من رجله كل ده بيأثر على اللحم وبتكون عرضة للتلف بسرعة».
تعليقات الفيسبوك