قرار مرسى بـ«الأجر مقابل الإنتاج»
انتظرت خطاب الدكتور مرسى بشوق، فأنا من الذين فرحوا بأول رئيس مصرى مدنى منتخب أياً كان توجهه، كذلك كنت أجد معارضيه لا يعارضون أعمالاً أو قرارات اتخذها، فمن اليوم الأول تنصب معارضتهم على أخونة الدولة فقط لا غير، كل ما يرونه أنه إخوانى، يقول الفنانون حتشوفوا حيعمل إيه فى الفن، الإخوان لا يعترفون بالفن ولا الفنانين، وهم من أصحاب الصوت العالى، وتتلقفهم الفضائيات لتملأ بهم أوقاتاً لا تعرف كيف تملأها، وتجلب بهم إعلانات، فهم مشهورون، ويقابلهم الدكتور مرسى ليهدئ بالهم، وكذلك يفعل العاملون بالسياحة.
أما السياسيون فليس لهم همٌّ إلا تشكيل هيئة وضع الدستور، فالأغلبية من التيار الإسلامى، ولابد أن تكون من التيار اللى مش إسلامى، وفى سبيل ذلك تراق الدماء وتخرب مصر مش مهم، طب يا اخوانا إيه المادة اللى مش عاجباكم، وإيه اللى بتقترحوها بدلاً منها؟ يكون الجواب مفيش، والظاهر إنها سبوبة، فالفضائيات تدفع، والوجوه هيّه هيّه، حوالى 100 إلى 150 واحد تلاقيهم فى كل القنوات ما تعرفش تتخلص منهم مهما غيرت القناة. لهذا انتظرت من الرئيس مرسى أن يعلن فى خطابه عن بدء العمل الجاد فى خطة الإصلاح الاقتصادى، وتبدأ بالعدالة الاجتماعية فى الأجور فيقول مثلاً: «أيها الناس، قامت فى بدايات المرحلة الانتقالية مظاهرات فئوية مدفوعة بقوى الثورة المضادة يدعمها إعلام مشبوه مدفوع الأجر غالباً أو مضلل فى أحسن الأحوال، حصلت هذه الفئات على زيادات وامتيازات لم يحصل عليها غيرها من الفئات التى لم تحاول لىّ ذراع الدولة، وكلف ذلك الدولة كذا مليار سنوياً بدون إنتاج مقابل، مما يعنى بالتأكيد زيادة الأسعار على الفئات التى لم تحاول لىّ ذراع الدولة للحصول على مكاسب لها، هذه الفئات فئات خائنة استغلت ضعف الدولة فى الفترة الانتقالية، واستولت عنوة على ما ليس من حقها إلا بعد عمل منظومة متكاملة للأجور تحقق العدالة، وتعطى أجراً مقابل إنتاج، وبذلك تستقر الأسعار. ولذا قررت بصفتى رئيساً منتخباً إلغاء جميع الزيادات التى تمت فى الفترة الانتقالية، وأصدرت أمرى للحكومة بعمل منظومة متكاملة للأجور يراعى فيها أن يكون الأجر مقابلاً للإنتاج، على أن تنتهى من عملها فى خلال شهر من تاريخه».
هذا أول ما كنت أنتظره من الرئيس مرسى فى خطابه، وإلى مقالة أخرى أكمل فيها باقى الخطاب الذى كنت أنتظره.
سمير سيد محمود
العباسية - القاهرة