الإخوان وأولياء الله الصالحين
لم يعد هناك شك فى محاولة -بل تمكن - الإخوان من السيطرة على كافة مؤسسات الدولة وأجهزتها، بالإضافة لرغبتهم فى وضع منهج جديد يحدد خطى الشعب المصرى، ويطرح عليه فكراً يقوده فى النهاية إلى الخنوع لآراء واتجاهات إمامهم «حسن البنا»، وإلى هنا فالأمر طبيعى، والجميع يدرك ذلك، ولكن طالما أن جماعة الإخوان المسلمين تدعو الجميع إلى احترام رموزهم -المرشد الحالى والسابقين- لذلك فمن الأولى بهم أن يحترموا هم آل بيت الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وصحابته الكرام، وأتباعه أيضاً، وأن يحترموا رغبة محبيهم فى الاحتفال بهم، حتى وإن خالف ذلك رغبتهم، لأن ما يقومون به الآن تجاه مساجد أولياء الله الصالحين، لم يجرؤ النظام السابق أن يقدم على عمله، ففى الليلة الختامية لمولد سيدى إبراهيم القرشى الدسوقى بمدينة دسوق -ومن قبله مولد سيدى السيد البدوى- قام المسئولون فى محافظتى الغربية وكفرالشيخ بقطع التيار الكهربائى عن الأعمدة فى الساحة الإبراهيمية، بجانب كافة الميادين المحيطة به، وأمام مسجد العارف بالله، فى محاولة منهم لطمس معالم الاحتفال وتفريق الزائرين، الأمر الذى نتج عنه قطع عيش الآلاف من البسطاء الذين كانوا يقومون بالبيع والشراء فى أماكن الاحتفال، الأمر الذى أثار حفيظة الحضور وزاد من غضبهم.
واستكمالاً لحالة التضييق التى تتبعها جماعة الإخوان المسلمين فى التعامل مع معارضيهم، قام المسئولون فى الإذاعة والتليفزيون بنقل شعائر صلاة الجمعة من مدينة مرسى مطروح بسبب وجود الرئيس محمد مرسى بها، على الرغم من أن المعتاد فى الماضى كان نقلها من المسجد الذى تقام فيه الليلة الختامية للاحتفال، لذلك فإننى أدعو المسئولين من الإخوان إلى أن يطبقوا الحرية على معارضيهم مثلما كانوا يطلبونها من قبل لأنفسهم، وأذكرهم بأن النبى عليه الصلاة والسلام أمَّن الأقباط وعاشوا بجواره، فما بالهم لو كنا مسلمين، وأخيراً أود أن أذكرهم بحديث الرسول الكريم «أهل بيتى كسفينة نوح، من تعلق بها نجا».
محمد نجيب إسماعيل
العجايزة - المنوفية