وقفة «الحق والعدل والمساواة»
عيد الأضحى المبارك مناسبة دينية إسلامية مشهورة، ولهذا العيد وقفة، وهى فى يوم 9 من شهر ذى الحجة من كل عام هجرى، والمقصود بالوقفة وقوف الحجاج على جبل عرفات وهم يكبرون ويوحدون الله ويسبحونه ويحمدونه ويشكرونه ويرجون رحمته ومغفرته، وفى السنوات الأخيرة تجاوز عددهم المليونين من كل أنحاء العالم، ووقوفهم على جبل عرفات فى وقت واحد مما يجعل هذا الجبل يباهى جبال العالم؛ لأن اسم الخالق الأعظم يردده الحجاج فى وقت واحد ما يجعله يخشع لله سبحانه وتعالى، ويتمايل هيبة ووقاراً وبهجة وسروراً.
ومن العجيب أن عيد الفطر بلا وقفة، ومع ذلك نقول له وقفة، وبالنسبة لعيد الأضحى فإن تقديم الأضاحى تكون من جانب المسلمين القادرين، ويوزع جزء منها على الفقراء وجزء آخر على الأصدقاء، وجزء ثالث على أهل بيت صاحبها، وكان الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب عندما يبدأ التوزيع من أضحيته كان يقول لعامله ابدأ بجارنا اليهودى، وهذا هو عمر الذى كان صارماً جداً فى الحق والعدل والمساواة، ويجب علينا أن نقوى علاقات الأرحام، ويقدم الأبناء للآباء والأمهات كل ما يجعلهم يشعرون بالسعادة والبهجة والسرور، وقد قال الله فى حديثه القدسى وهو يخاطب الرحم: «أنا الرحمن وأنت الرحم، لقد شققت لك اسماً من اسمى، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته»، وفى هذا المقام لا ننسى الفقراء، خاصة المرضى منهم، حيث يجب العطف عليهم ومعهم الأرامل والثكالى والأيتام، وقد قال رسولنا محمد «عليه الصلاة والسلام» وهو يشير بإصبعيه السبابة والوسطى: «أنا وكافل اليتيم فى الجنة كهاتين».
نعيم الناغية - المطرية دقهلية