«منى»: زوجى «صعيدى» يحبس نفسه فى المنزل
ثلاثة أيام متتالية قضتها «منى» فى البحث عن زوجها «محمد»، فهو الذى لم يعتد أن يغيب عنها وعن طفليها إلا خلال ساعات عمله كسائق، فوجئت بأن تليفونه مغلق وأنها لا تستطيع الوصول إليه، رحلة بحث شاقة قضتها الزوجة أملاً فى إيجاد زوجها، إلى أن صدمت بخبر لم تتوقعه بالمرة، فقد علمت أن زوجها ألقى القبض عليه مع مجموعة من الرجال داخل حمام رمسيس والتهمة الموجهة إليهم جميعاً هى ممارسة الشذوذ الجنسى.
فى البداية لم أصدق ما قيل لى وقلت فى نفسى من المؤكد أن مكروهاً كبيراً أصابه وأهلى يرفضون الإفصاح عما حدث بالفعل، ولكنى تأكدت من أنه بالفعل محبوس فى قسم الأزبكية على ذمة هذه التهمة، شعرت أن الدنيا ضاقت بى ولم أعرف ماذا أفعل، بالطبع كنت متأكدة أن زوجى من المستحيل أن يفعل هذا الأمر البشع وكنت متأكدة من براءته وتوجهت إلى الله بالدعوة على الإعلامية التى تسببت فى هذا دون أن تتأكد مما فعلته.
قصة توجه «محمد» إلى حمام رمسيس جاءت بعد رحلة عناء طويلة بسبب آلام شديدة فى ظهره، تقول زوجته: «كان يقضى ساعات طويلة فى القيادة بسبب مهنته كسائق وهذا تسبب له بمشاكل صحية ظهرت آثارها على ظهره وكان يعود إلى البيت وهو يتألم بشدة، بعض أصدقائه نصحوه بأن يذهب إلى أحد الحمامات الشعبية لأخذ حمام بخار وأن هذا ما سيساعده على تخفيف الألم، ولم يكن «محمد» قد سبق له أن ذهب إلى هناك إلا يوم الحنة قبل يوم فرحنا بيوم واحد، ولا أعتقد أن من يذهبون إلى هناك يجب أن يتهموا بهذا الشكل العشوائى بتهم ستظل ملاصقة لهم طوال عمرهم.
وعن حكم البراءة الذى حصل عليه زوجها والـ25 الآخرون الذين تم اتهامهم بارتكاب فعل الشذوذ الجنسى داخل حمام رمسيس، تقول «منى»: زوجى من أبناء الصعيد والتهمة التى وجهت إليه هى عار سيلاحق أسرته طوال العمر، وهو برغم البراءة التى حصل عليها فإنه لم يعد يستطيع الذهاب إلى عمله وحبس نفسه فى المنزل حتى إنه كان يرفض الذهاب إلى قسم الشرطة لتسلم بطاقته الشخصية، بل إنه أكد لى أن الحالة ذاتها يعانى منها كل من تم اتهامهم معه ووصل الأمر إلى أن أسرة أحد الشباب فكرت فى قتله انتقاماً لسمعتهم لأنهم من أبناء الصعيد.
تنهى «منى» حديثها قائلة: «أنا كزوجة أقف بجانب زوجى وأحاول أن أجعله يتخطى هذه المحنة، ولكنى كزوجة وأم لطفلين لا أعلم كيف ستؤثر تلك الكارثة على مستقبليهما لن يهدأ لى بال حتى يرد لنا اعتبارنا وتنال الإعلامية التى ذاعت هذه الحلقة التى لا أساس لها من الصحة جزاءها، وإلى ذلك الحين سأظل أدعو عليها من قلبى لعل الله يستجيب لى ويأتى لنا بحقنا منها ومن كل من ساندها.